ارتفاع حالات الموت بالذبحة الصدرية بين الشباب..وهذا المتهم الرئيسي!

الخبير السوري:

رغم عدم توفر إحصائيات دقيقة، إلا أنه لا يكاد ينقضي أسبوع دون أن نشهد حالة وفاة عند شبان بأعمار صغيرة، نتيجة الإصابة بالذبحة الصدرية، لنلحظ مؤخراً ازدياداً في نسب الشبان صغار السن، ممن يعانون نقص تروية قلبية أو احتشاء عضلة قلبية أو كما تُعرف بالمفهوم الشائع “بالذبحة الصدرية”.

الدكتور حسام خضر مدير مشفى جراحة القلب الجامعي في دمشق في حديثه لـ”البعث” تحدث عن أمرين تمّت ملاحظتهما، الأول ازدياد بالمعدل والثاني انخفاض في الأعمار التي تحدث عندها الإصابة، والتي كانت تتراوح سابقاً بين الخمسين والستين، لتنخفض اليوم إلى الثلاثين، إضافة إلى ما بتنا نشهده من ارتفاع في حالات الموت المفاجئ وخاصة بين الشباب. مضيفاً أننا وعلى الرغم من افتقارنا للدراسات التي توضح أسباب هذا الارتفاع، إلا أن هناك معطيات يجب أخذها بعين الاعتبار يأتي في مقدمتها التوتر النفسي، ونوعية الحياة نتيجة الظروف المعيشية القاسية والحصار الاقتصادي، أضف إلى ذلك تباين قدرة الأشخاص على التحمل بين من يمتلك القدرة على التكيّف وآخر غير قادر على الاحتمال، مشيراً إلى ما قد يسبّبه التوتر النفسي ليس فقط بتحويلنا إلى أشخاص عصبين، بل ازدياد غير طبيعي لإفراز هرمونات تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى أسباب رئيسية أخرى كالوراثة والتدخين والسكري، وانتشار مخيف لظاهرة النرجيلة بين صغار السن، لدرجةٍ بتنا فيها نرى أطفالاً في سن المراهقة يدخنون النرجيلة بمشاركة الأهل وليس فقط على مرأى منهم، فضلاً عن انتشارها في المقاهي والمطاعم وعلى الطرقات، وحتى في أماكن الدوام الرسمي، وصولاً لنوعية التغذية، خاصةً ونحن في ظروف تغذية سيئة جداً، ومع استخدام الهرمونات “للدواجن والحيوانات والخضار والفواكه”، ما يؤثر سلباً على الشرايين والأوعية القلب، وما يتبعها من منكهات وتوابل تضاف لما يعرف بـ”الأكلات الطيبة” التي نقدّمها لأطفالنا، من دون أن يغيب عن أذهاننا الضرر الكبير للتلوث المناخي والملوثات الصناعية، كلها أسباب تحمّل القلب أعباء كبيرة، ما أدى لارتفاع حالات الإصابة بالذبحة الصدرية بين الشباب بأعمار صغيرة.

وهذا ما أوضحه أيضاً أحد أطباء العناية القلبية في مشفى المواساة من خلال مشاهداته السريرية، حيث أكد أن نسبة الشباب المرضى وصلت إلى خمسة بالمئة، أي بمعدل 2 إلى 3 شبان ممن يراجعون العناية القلبية أسبوعياً.

وفي سياقٍ متصل سلَّط طبيب العناية القلبية في مشفى المواساة الضوء عمَّا سيسبّبه ارتفاع أسعار الأدوية، خاصة لمرضى الشحوم والسكري والضغط ونقص التروية القلبية من ارتفاع في أعداد نسب المرضى المراجعين للمشفى بسبب عدم قدرتهم على شراء الدواء اللازم والذي يعتبر عاملاً مساعداً يمنع تطور الآفة، وما سيلحقه هذا الأمر من تبعات سلبية مستقبلاً.

في حين تحدث خضر في السياق نفسه عن قيام بعض المرضى ممن يراجعون المشفى أو العيادة، بتبديل أنواع الدواء، أو أخذ أدوية أشخاص آخرين، ليصل الأمر عند البعض إلى التوقف بشكل نهائي عن أخذ الدواء! نتيجة عجزهم عن شرائه، أو عدم قدرتهم على تحمّل أعباء المواصلات أو معاينة الطبيب.. ما سيفاقم الأمر ويزيده سوءاً بلا شك!!….البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]