التقنيات الذكية لتجاوز الفجوة التعليمية والخلل المزمن في ضبط الامتحانات التربوية

الخبير السوري:

بدأت وزارة التربية سلسلة توطين جريئة للتقنيات الذكية وزجّها في بنية العملية التعليمية، متجاوزة حزمة من الصعوبات التي يصفها المعنيون في الوزارة بأنها ” تحت السيطرة” من أجل تجاوز صعوبات أكبر وأكثر تعقيداً تتعلق بالظرف العام المتمثّل بالظلال الثقيلة التي أرخت بها الأزمة على القطاع التربوي، إضافة إلى ما تركته جائحة كورونا من آثار واضحة على سير منظومة التعليم عموماً في البلاد.

ويؤكّد المعنيون في الوزارة أن ثمة مفاجآت سارّة ستترافق هذا العام مع موسم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، تتمثّل في تكثيف الحلول التقنية على مستوى ضبط الامتحانات وتقليل تدخّل العامل البشري في تداول الأسئلة كما في عملية المراقبة وتقليص حالات التجاوز والغش وما إلى ذلك من مشكلات تبدو مزمنة في مواسم الامتحانات منذ عقود.

التقنيات ذاتها ستكون – وفقاً لمصادر الوزارة – واعدة على مستوى المنصّات التربوية، التي ستؤدي دوراً استراتيجياً على مستوى العملية التعليمية، وستكون الأداة الفاعلة في مضمار التعليم ونقل المعارف والمهارات للطلاب بعيداً عن تقليد الإملاء الوجاهي بين المعلم والطالب، كوسيلة حالت بينها وبين فعاليتها الظروف الصعبة التي اعترت البلاد منذ عشر سنوات، وبعدها الظرف الطارئ المتعلق بجائحة كورونا..كما أنها ستتيح مواكبة مثلى لوقائع تطوير المناهج الجديدة ووصول المعلومات بطرق تفاعلية جديدة، إلى جانب تقليص سطوة وحضور الدروس الخصوصية، ونزعة الاستثمار فيها، والتي طالت جميع المواد والمراحل التعليمية حتى رياض الأطفال منها.

وتشير المصادر في هذا السياق، إلى أن المنصات التربوية ستشمل قاعدة معطيات معرفية تضم المناهج التربوية ومصادر التعلم من كتب إثرائية وعروض تقديمية وغيرها من المشاركات التفاعلية التعليمية التربوية المرئية والسمعية والنقاش من خلال الشبكة.

و المنصّات – كما يرى المتخصصون في الوزارة – هي أدوات جديدة ومضمونة الأثر الإيجابي، من شأنها تعويض الفاقد التعليمي بشكل مكثّف وبصمة متسقّة مع بعضها البعض بعيداً عن احتمالات الخطأ التي تتركها عادة ظروف التلقّي غير السليم، ويجري التركيز على المنصّات الرقمية حالياً ومن الآن فصاعداً، لتعويض الفاقد التعليمي من خلال تقديم الدروس المصورة، ومن خلال إتاحة الأسئلة على موقع المنصات والإجابة عنها عبر المختصين في كل مادة وعددهم 16 خبيراً، ممن ساهموا بتأليف المناهج، بحيث يمكن للطالب الدخول إلى الموقع وإضافة سؤاله وفق المادة والإجابة عليه من خلال الخبراء ويستمر النقاش حول السؤال أو الجلسة المصورة، كما يمكن للطالب الدخول إلى المناهج الإثرائية والتي تعتبر مصادر تعلم تغطي كل المناهج بشكل عام.

وتلفت المصادر إلى أن هناك 3 منصات متخصصة بالمنهاج التربوي السوري من مرحلة رياض الأطفال للمنصة التربوية السورية للتعلم المبكر والمنصة التربوية السورية من الصف الأول للبكالوريا ومنصة دمشق التربوية، كما أن هناك العديد من المخابر والأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية المتخصصة بمواد الفيزياء والكيمياء والألعاب التعليمية المتخصصة بمرحلة الطفولة المبكرة والاختبارات الالكترونية التفاعلية التي تُمكن الطالب أن يختبر نفسه وهذه الاختبارات جميعها تعليمية.

يذكر أن عدد الخبراء في المنصات يبلغ 202 خبير، كما أن عدد المناهج الإثرائية لغاية منتصف هذا الشهر بلغ 998، وبلغ عدد الدروس أيضاً إلى 5235، وعدد المشتركين إلى 71000 والمشاهدات إلى 11.547.566 في حين بلغ عدد الأسئلة 4965 والمناهج الإثرائية 998، منوهاً بأن نسبة متابعي المنصات التربوية السورية وصلت إلى 92% من أراضي الجمهورية العربية السورية 6و% من تركيا و2% من باقي بلدان العالم، مشيراً إلى أنه نتمنى زيادة عدد الخبراء وأن يكون هناك الكثير من المدرسين على أهبة الاستعداد ليكونوا خبراء.

وتمتاز المنصّات التربوية بتجهيزات متقدمة جداً من خلال الشاشة التفاعلية وأجهزة الإخراج، ومن ناحية البرمجيات فهناك برمجيات تتمتع بها المنصة وتتيح التواصل بين الخبراء والطلاب من عدة أماكن جغرافية، كما زودت مواقع المنصات التربوي بمحركات بحث تمكن من السرعة في الحصول على المعلومة بأسرع وقت، إضافة إلى الفلترة حسب المادة الدراسية أو الصف، كما تم تزويدها بتجهيزات وأدوات حديثة جداً تضم شاشة ذكية يستطيع المدرس استخدامها في دروسه التفاعلية كما يمكن من خلالها عقد مؤتمر بشكل أون لاين، أينما كانت مواقعهم الجغرافية، إضافة إلى وجود كاميرات ويب حديثة تستطيع نقل الصورة بدقة من أجل نقل الدروس على موقع المنصة وخط انترنت عالي السرعة.. الثورة اون لاين – نهى علي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]