شاهد عيان من قلب الحدث

أوس عيد – الخبير السوري:

لن يخالفنا وجهة نظرنا أي متابع، بأن القطاع التعليمي هو الأساس في بناء قوة الدولة وتزويدها بالعقول القادرة عل بناء المؤسسات، من حملات مكافحة الأمية في القرى والمناطق النائية، إلى إصرار الحكومة على تعزيز التعليم في المناطق الساخنة، رغم الظروف وتداعيات الحرب..وما بين هاتين الميزتين من تفاصيل كبيرة وهائلة تتعلق بالإنفاق على التعليم في مراحله المختلفة، وهو الإنفاق الأعلى وصاحب الحصة الأكبر من الرقم الإجمالي للموازنات السنوية للحكومة.

 إلا أن أي بحث في التفاصيل سيكون محفوفاً ببصمة الشياطين ” الشيطان يكمن في التفاصيل” ..والتفاصيل هنا ليست منقولة ..قيل عن قال..بل هي تجربة شخصية لي أن كاتب هذه السطور، ولا زلت طالباً على مقاعد الدراسة، فليكن كلامي وملاحظاتي خفيفة على من سيتلقاها من أصحاب العلاقة في وزارتي التربية والتعليم العالي.

وقد تكون الحرب والسنوات العشر الصعبة هي من فعل فعله في تراجع مكن التعليم في كل المراحل، ليس قد بل بالتأكيد – فقد تراجعت الجهود المتعلقة ببنى التعليم أو تضاءلت،  في جميع المراحل وهذا يعود إلى التغيرات العميقة التي حصلت في العالم على مستوى طرائق ووسائل التعليم، وكنا بعيدين عنها بسبب ظروف الحرب والحصار.

وما زال التلقين أو الحفظ وغياب المناقشة كطريقة منتهية الصلاحية, أساس التعليم في مدارسنا وجامعاتنا، وبالتالي تحميل الطالب مسؤولية التحصيل وإيجاد حلول أو مخارج بنفسه , اكتظاظ المدارس بعدد كبير من الطلاب حيث نجد خمسين طالب في القاعة وكذلك الحال بالنسبة للتعليم الجامعي حيث لا يجد الطالب مقعداً في المدرج إذا لم يأتي قبل ساعة أو نصف ساعة , ضعف رواتب المعلمين وأساتذة الجامعات.

أبعد من ذلك يشخّص الباحثون مشكلات أعمق، مثل عدم تشجيع العمل الإضافي والتأليف  والنشر أو طريقة قبول الطلاب الجامعيين بالأقسام المتعددة طريقة سلبية وعقيمة جدا , فلا يتم توجيه الطالب حسب ميوله الذهنية والفكرية ولا يوجه بشكل صحيح نحو الفرع الذي يستطيع الإبداع به، فيمكن أن تنال شهادة علمية في سورية وتجد نفسك في فرع أدبي , كما  أن لا الجامعة العامة ولا الجامعة الخاصة مرتبطة بسوق العمل بشكل حقيقي وعملي، لأن سوق العمل يتطلب أساتذة ذوي خبرة ومهنيين لكن معظمهم خارج البلاد بسبب الظروف والحرب.

فعلاً بات  القطاع التعليمي بحاجة لإصلاح وتطوير أكثر بكافة مراحله.. وبدون إصلاح هذا القطاع لن يكون هناك تطور وتنمية، ولا عقول قادرة على بناء وطن ولا استقرار اقتصادي، لأن التعليم كما يقال هو الجوهر و الأساس في عملية التنمية والحياة. ..

ونتحدث عن تطوير قطاع التعليم بكل مراحله، لعلمنا بالتحضيرات المكثفة الجارية لمرحلة إعادة الإعمار..وإعمار هذا القطاع هو الأولوية التي لا تقبل بأن يزاحمها على صدارة الأولويات أي شيء آخر..فالوضع في المدارس والجامعات أقل بكثير مما يرام ومما ينتظره الجميع ما تنتظره كافة قطاعات الدولة من كوادر ماهرة قادرة على تحمل مسؤوليات إعادة البناء السليم والصحيح…تقبلوا فائق احترامي أنا الطالب الذي رأى وسمع وشاهد.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]