وزير الأوقاف يعلن مبادرته النبيلة..سوق رمضان الخيري في قلب دمشق..ورجال الأعمال أمام مسؤوليات بعضهم أحبها و آخر ربما أبغضها ؟؟

  ناظم عيد – الخبير السوري:

بين حدثين هامين أحرجا من تدثروا بعباءة ولقب رجل أعمال، نقف دون أن نملك منع أنفسنا من الغرق في مقارنات لابد منها لكل عاقل….الأول مبادرة لافتة بنبلها للسيد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيّد…

والثاني خرق ” صميدعي” أنجزته غرفة تجارة دمشق بزيارة غامضة الفحوى والهدف وكذلك مريبة التوقيت، إلى النادي العربي بدمشق، وهو مؤسسة فكرية لا علاقة لها بالاقتصاد والتجارة لا من بعيد ولا من قريب.

في الحدث الأول… لم تكن مفاجأة المبادرة الطيبة التي أطلقها الدكتور محمد عبد الستّار السيد وزير الأوقاف، بإعلانه عمّا يمكن وصفها بـ”المبادرة الإستراتيجية” لدلالاتها و انعكاساتها المباشرة في البعدين المادي والمعنوي، وهي إقامة سوق رمضان الخيري على أرض معرض دمشق الدولي القديم، وسط مدينة دمشق، وبمساحة رحبة تبلغ 6000 متر مربع، مجهزة بكامل المستلزمات الخدمية..أي تتسع لكل من يجد في نفسه الكفاءة لفعل الخير وكذلك من يحتاج لتلقّي الخير…و في السوق سيكون هناك مطعم خيري لإفطار الصائمين مجاناً.

رغم أهمية هذه اللّفتة الطيبة، إلّا أنها ليست بالجديدة في تعاطي السيد الوزير مع الشأن الإنساني المباشر في عمل وزارته، و إدارة ما يمكن اعتباره مهام راقية ونبيلة في عمل الوزارة لم ترد في لائحة المهام التقليدية أو مرسوم الإحداث، بل كانت تجليات لروح عمل الوزارة ونفحات البرّ والإحسان التي ترتبط بها ارتباطاً مباشراً.. وكانت تحتاج إلى رجل نبيل كـ” الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد” لبلورتها و إخراجها بحرفية و إتقان.

ونعود لنؤكّد أنها ليست بالجديدة، لأن الرجل استطاع تحقيق انعطافة غير مسبوقة في أداء هذه الوزارة، عبر ربطها بعمق المشهد المجتمعي، لتكون ذراع إنقاذ اقتصادي واجتماعي حقيقياً.

بالفعل ” سوق خيري” هو أهم ما يحتاجه المواطن في بلد كابد شظف العيش على مرّ 10 سنوات حرب ومواجهة مع الإرهاب ومنظومة واسعة الطيف لدول لم تخف استهدافها المباشر لسورية عبر استطالات اخطبوطية خبيئة بمسميات مختلفة تندرج كلها تحت مسمى واحد هو ” الإرهاب”.

وقد أجاد الدكتور السيد اجتراح الفكرة والمكان والتطبيق أيضاً..إذ أعلنها منذ يومين من جامع العثمان في ساحة الميسات بدمشق، أمام حشد من كبار علماء دمشق، و ممثلين عن غرف التجارة وغرفة صناعة دمشق، أي حشد من تجار وصناعيي العاصمة..

كما أحسن تمهيد “بيئة الإحسان” المناسبة للتجار والصناعيين، بل وضعهم أمام مسؤولياتهم الاجتماعية، عندما بيّن أنه ليس على الصناعي أو التاجر سوى اختيار المساحة التي يريد في موقع السوق ” المعرض القديم” ووضع السلع والمنتجات فيها لبيعها بسعر الكلفة…ويطمئنهم السيد الوزير أن في ذلك صدقة مثبتة ومؤكدة، أي لم يترك لهم ذريعة للتلكؤ أو الإحجام عن فعل الخير إلا إذا كانوا لا يحبون ذلك أساساً.

أما في الحدث الثاني فثمة ألف سؤال وسؤال..زيارة لرئيس غرفة تجارة دمشق – وهو رئيس اتحاد الغرف التجارية، برفقة مجموعة من القائمين على مفاصل الغرفة، لمقر النادي العربي – المؤسسة الفكرية الوطنية القومية، التي نكنّ لها كل الاحترام لرمزيتها الوطنية…لكن ماذا يفعل ممثلي غرفة التجارة في النادي، وأي مهام مهنية – غير شخصية – تربطهم بالنادي، وهل فرغوا من مهامهم التجارية الجسام المفترضة في هذا الظرف الصعب، ليقرروا الظهور من أروقة النادي العربي، بدلاً من ظهورهم في الأسواق التي تلتهب حتى أوجعت من أوجعت، أو بدلاً من ظهورهم في اجتماعات لمساعدة ” الدولة السورية” في استيراد القمح أو المشتقات النفطية…أو أو أو…لماذا النادي العربي وليست الأسواق أو ميدان تلمس أوجاع السوق والزبون على حد سواء؟؟ هو السؤال الذي حيرنا فعلاً وبهذا التوقيت؟؟؟

لا ندري إن كان بعض “زوار” النادي العربي قد حضروا لقاء السيد وزير الأوقاف بالتجار والصناعيين، اللقاء الذي شهد إعلان مبادرة سوق رمضان الخيري، لكنهم بكل تأكيد سمعوا بها ..وإن لم يكونوا قد سمعوا فهذا المقال سيسمعهم، لأننا على يقين من أن ثمة من سيرسله لهم – فاعل خير – لما فيه بخصوص زيارة النادي وليس مبادرة السوق، رغم أننا نكتب ليقرأ من يحب ولا نهمس وشاية.

تجار

هامش: كتبنا من وحي شعور وجداني اعترانا ونحن نتابع السيد وزير الأوقاف معلنا عن المبادرة بنبرته المؤثرة الدافئة

هامش2: المبادرة امتحان لرجال الأعمال..فالرجال يعرفون في الشدائد وليس على الموائد..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]