مشروعات إستراتيجية قد تنقذ الفقراء بعد فشل مكنة إنعاش ” المشروعات الصغيرة”..

الخبير السوري:

بدأت جهود ” الإسعاف الذاتي أو الخلاص الفردي” تثمر قليلاً بعد فشل المساعي الرسمية – ممثلة بهيئة تنمية المشروعات – لإحياء المكون الاقتصادي والاجتماعي بالغ الأهمية وهو المشروعات الصغير.

وبدت المناطق الحرفية بما تحتضنه من ورش فردية هي البديل الذي ينمو بجهود أصحابه الحرفيين الباحثين عن نافذة أمل لاستئناف أعمالهم ونشاطهم الذي عطلته الحرب، أو حرفيين آخرين متعلقين ومتشبثين بمهنهم ويطمحون إلى توسعتها ونقل مهاراتهم إلى أبنائهم.

ويبدو أن اتحاد الحرفيين يسجل نشاطاً على الأرض في هذا الاتجاه، في سياق دوره التقليدي في هذا القطاع الهام..إذ يستكمل اتحاد حرفيي دمشق حالياً إنشاء مجمع الحرفيين في دير علي بريف دمشق البالغة مساحته ما يقارب 312 دونماً بعد أن توقف العمل بالمشروع بسبب ظروف الحرب على سورية .

ويوضح رئيس اتحاد الجمعيات الحرفية بدمشق محمد سليم كلش – وفقاً لموقع صحيفة البعث –  أن لجنة المشروع المنبثقة عن الجمعية تعمل على إعادة العمل بإعمار المشروع، بالإشراف المباشر من الاتحاد العام على المشروع نتيجة عدة أخطاء تنظيمية سابقة، بالتنسيق والإشراف من قبل وزارة الصناعة بغية تصحيح الأخطاء السابقة، وإيصال كل ذي حق إلى حقه وفقاً للأصول القانونية والمالية .

تكمن أهمية المشروع في تميزه بالموقع الهام، بحيث إنه يشكّل عقدة مواصلات متوسطة تربط طريق السلام الدولي بعدرا الصناعية والمطار والمناطق الجنوبية، إضافة إلى أنه يخفف الضغط عن مدينة دمشق، ويخدم محافظات: القنيطرة والسويداء ودرعا وريف دمشق ودمشق، وسيسهم إنشاؤه بتنمية المنطقة والمناطق المجاورة له اقتصادياً وتنموياً واجتماعياً، إضافة لإنشاء تجمعات سكنية جديدة.

وذكر كلش أن عدد حرفيي دمشق المنتسبين للاتحاد يبلغ 21500 حرفي، ومن المتوقع زيادة هذا العدد بعد المؤتمرات السنوية للجمعيات كون الحرفيين ينتسبون بأعداد أكبر، مشيراً إلى أن الاتحاد يسعى حالياً لمساعدة الحرفيين الذين تضرروا خلال سنوات الحرب من خلال التعاون مع محافظة دمشق ووزارة الصناعة وحماية المستهلك والتجارة الخارجية، وتذليل الصعوبات التي تعترضهم، ويتم العمل بشكل دائم على تسجيل أسماء المتضررين وإرسالها للجهات المعنية، وإقامة الدورات الخاصة لهم، والإشراف على المراكز التعليمية .

وعن خطط اتحاد حرفيي دمشق في إنشاء مناطق حرفية وصناعية بيّن كلش أنه سيتم إنشاء القرية التراثية (شام الياسمين للتراث الدمشقي والتأهيل المهني) الخاصة بالحرف التراثية اليدوية التقليدية، وتوسيع مناطق القدم وحوش بلاس، وتخديم القديم منها، كما سيعمل الاتحاد على إقامة أسواق مختصة من الحرفي إلى المستهلك عبر مراسلة وزارة الإدارة المحلية والمحافظة.

وعرج كلش على الصعوبات الكبيرة التي تواجه الحرفيين في مدينة دمشق وغيرها من المحافظات، والتي تتمثّل بارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة للعمل، وندرة وجود أغلبها، بالإضافة إلى قلة اليد العاملة نتيجة هجرة الكفاءات، ومنافسة المنتج الخاص للوطني، بالإضافة إلى سيطرة التجار، وارتفاع الأرباح كون السلع من تاجر لآخر ومن ثم للمستهلك.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]