ميثاق جديد… كيف ستكون العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا بعد تولي بايدن الرئاسة؟

الخبير السوري:

بعد 4 سنوات من فتور العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب ودول الاتحاد الأوروبي، بدأ التكتل الأوروبي في رسم خارطة طريق جديدة لإعادة الثقة المتبادلة بعد تولي جو بايدن البيت الأبيض.

وطفت في سنوات إدارة ترامب الكثير من الأزمات على سطح الفضاء الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، والتعامل مع القضية الفلسطينية بعيدًا عن اتفاق الدولتين، وفرض رسوم جمركية من قبل واشنطن على بضائع أوروبا.

وعقب تولي بايدن الرئاسة، قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن أوروبا لديها من جديد صديق في البيت الأبيض، بينما دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بهدف “بناء ميثاق تأسيسي جديد معا” للعلاقات عبر الأطلسي.

ميثاق جديد

وقالت فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي إن أوروبا “لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد أربع سنوات طولية” من عهد الرئيس دونالد ترامب. وأضافت “الولايات المتحدة تعود وأوروبا مستعدة لاستئناف التواصل مع شريك قديم موثوق لإعطاء حياة جديدة لتحالفنا الثمين.

ومن جانبه قال ميشال: “أريد أن أوجه بشكل رسمي دعوة إلى أن نبني سوياً ميثاقا تأسيسيا جديدا من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل”.

وتابع “هذه الأجندة الجديدة لأوروبا والولايات المتحدة التي نرغب في وضعها على الطاولة هي برنامج طموح، لذلك أرغب في دعوة الرئيس بايدن إلى أوروبا للمشاركة في اجتماع استثنائي للمجلس الأوروبي في بروكسل، اجتماع يمكن أن يعقد بالتوازي مع قمة حلف الأطلسي”.

مجالات التعاون المشترك

محمد بركات، خبير الشؤون الأوروبية المقيم في بروكسيل، قال إن “تولي الرئيس بايدن للحكم في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعتبره دول كثير في الاتحاد الاوروبي صديقًا سيسهل ويغير ويعيد إحياء ما أفسده الرئيس ترامب، والذي فرض الكثير من الرسوم الجمركية على بضائع أوروبية تستوردها واشنطن، وكذلك أساء للعلاقات بين البلدين”.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن “ترامب اعتبر أن الاتحاد عفى عليه الزمن، وكذلك الحال مع حلف الشمال الأطلسي، وحاول الضغط على دول الاتحاد الأوروبي ليزيد من ميزانياتها العسكرية، وما تقترحه أوروبا من ميثاق جديد، تريد من خلاله إعادة النظر في العلاقات مع أمريكا”.

وتابع: “العلاقات الجديدة ستشمل التغييرات المناخية، حيث وعد بايدن بإعادة بلاده إلى اتفاقية باريس، والتعاون المشترك من أجل مكافحة التغيرات المناخية، وكذلك التعاون بشكل أكبر خاصة في إطار حلف الشمال الأطلسي”.

وأكد أن “فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال الـ 4 سنوات الأخيرة ابتعدت كثيرا عن سياسة الاتحاد الأوروبي لا سيما فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، والوضع في الشرق الأوسط، ونقل السفارة للقدس، وأيضا صفقة القرن، التي يبدو أن الاتحاد الاوروبي لم يوافق على محتواها”.

وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي يؤمن بحل الدوليتن، وقد يتم الاتفاق بين الجانبين -الأمريكي والأوروبي- على إيجاد حل للشرق الأوسط بناء على مقترح الدولتين”.

وأردف بالقول: “ربما يشمل الميثاق أيضا العلاقات بين أوروبا ودول أخرى من القوى العظمى كالصين، خاصة  في ظل مخاول الجانبين من الظهور المفاجئ للصين كقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية تغلغلت في إفريقيا وأسيا، وكذلك يمكن للميثاق زيادة التعاون في المجالات الطبية بين الطرفين، حيث كشفت جائحة كورونا ضعف أو انعدام التعاون الثنائي بين واشنطن وبروكسيل في إطار مكافحة الفيروسات والتعاون لإيجاد لقاحات مناسبة”.

إعادة الثقة

من جانبه قال مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، إن “الميثاق الجديد الذي تصبو دول الاتحاد الأوروبي لصياغته مع الإدارة الأمريكية الجديدة يهدف سياسًا ورمزيًا إلى وضع حد لأربع سنوات من النفور والتشنج في العلاقات الأوروبية الأمريكية”.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك“، أن “في عهد ترامب كان ينظر للفضاء الأوروبي على أنه منافس وعدو في بعض الأحيان، وليس كصديق أو حليف، حتى أن بعض الدول الأوروبية أصبحت تفكر في طريقة إنجاز استقلالياتها الاستراتيجية عبر التفكير في جيش أوروبي موحد، وعقيدة أوروبية دفاعية موحدة بعيدًا عن المظلة الأمريكية”.

وتابع “هذا هو الإرث الذي تركه ترامب في العلاقات الأمريكية الأوروبية الآن وقد جاء بايدن ليتنفس الأوروبيون الصعداء لأنهم يعتقدون أن صديقا وحليفا حقيقيا هو الآن سيد البيت الأبيض ويجب عليه العمل من أجل إعادة صياغة هذه العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين ضفتي الأطلسي”.

وأكد أن “مضمون الميثاق الجديد سيكون للتعبير بطريقة واضحة عن تلازم المسارات الأوروبية والأمريكية على المستوى الاقتصادي، في حربهما ضد الصين، وكذلك على المستوى العسكري لمواجهة أي أخطار تهدد الحلف الأطلسي، وفي طريقة تعاملهم مع إرساء عقيدة التشاور المتبادل بين أمريكا وأوروبا”.

وأشار إلى أن “الميثاق صياغته بما يؤكد أن أوروبا وأمريكا شركاء وحلفاء وليسوا منافسين أو أعداء، لذلك سيتضمن ربما التعبير عن متانة العلاقات وتقوية الثقة في المنظومة الأطلسية التي مرت بسنوات صعبة في عهد ترامب”.

وأكد حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أنهما يتطلعان إلى العمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في تغريدة: “نحن نتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب جو بايدن لتعزيز الروابط بين الولايات المتحدة وأوروبا في وقت نواجه فيه تحديات عالمية لا يمكن لأي طرف أن يواجهها بمفرده”.

سبوتنيك ..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]