وزراء سوريون جدد على قائمة العقوبات الأوروبية..” أوسمة وطنية” في ” الأكسنت السوري” ..

ناظم عيد – الخبير السوري:

يشتد سُعار الاتحاد الأوروبي ضد سورية بشكل مثير للتساؤل والاستغراب بالفعل، كما يستفز خواطر سوداء لدى كل متابع بشأن دول مسماة بـ”العظمى”..وأي عظمى تلك التي ينطوي عليها هذا الاتحاد..وأي عظمة في دول كبرى تراقب تفاصيل دقيقة في الداخل السوري، لتسجّل ” فتحاً جديداً” في سفر حصار هذا البلد.. تاركةً هواجس شعوبها المذعورة من ضربات الإرهاب المدعوم أساساً من الحكومات هناك قبل أن يرتد عليها على شكل صفعات تلو الصفعات ؟؟

فعلى إيقاع توجّع وتفجّع الشارع الأوروبي، و وقائع الأرق التي تعتري الشارع في القارة العجوز.. أضاف الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، أسماء وزراء في الحكومة السورية الجديدة، إلى قائمة عقوباته، وبذلك صارت القائمة تشمل 288 اسماً و70 مؤسسة.

وتشمل هذه القائمة رئيس الوزراء الحالي حسين عرنوس، منذ العام 2014، ولكّنها توسّعت الآن لتضم أسماء وزراء النفط والثروة المعدنية والصناعة والصحة والزراعة  وثلاثة وزراء دولة.

وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي، في 16 تشرين الأول، عقوبات على وزراء المالية والعدل والتجارة والنقل والثقافة والتعليم والطاقة…وصار جميع الوزراء المشمولين بالعقوبات ممنوعين من الحصول على تأشيرات دخول، كما جمّدت أصولهم في الاتحاد الأوروبي.

وفرض الاتحاد الأوروبي عام 2011 «حظراً نفطياً وقيوداً طالت بعض الاستثمارات وتجميد أصول المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي وقيوداً على عمليات استيراد تجهيزات وتكنولوجيا يشتبه في استعمالها لأهداف القمع الداخلي، ومعدات وتكنولوجيا موجهة لمراقبة واعتراض عمليات التواصل عبر الإنترنت والهاتف».

واللافت أنّ الشارع السوري عموماً والمعنيون باللائحة والقوائم الأوروبية الجديدة من المسؤولين والمؤسسات في سورية، باتوا ينظرون إلى العقوبات بحقهم كـ” أوسمة وطنية” يفاخرون بها، وأكثر من ذلك الجميع هنا ينظر بعين العطف والتعاطف مع مشكلات الشارع الأوروبي المأزوم بالإرهاب حالياً..ومع حالة الإفلاس التي تعتري الحكومات هناك، و التي مازالت تسجّل نقاط الولاء للإيعازات الأميركية، عبر قوائم ” إبراء الذمة” أمام نهج حصار بدأته منذ سنوات ومازالت تدرج عليه رغم تغير المعطيات، وظهور أخرى تملي مطالبة المواطن الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولي حكوماته وليس المسؤولين السوريين، على اعتبار أنهم هم من أعدّ ودعم الإرهاب لأغراض تخص استهدافهم للدولة السورية، وها هو يرتد حالياً على شعوبهم ويثير الأرق في أوساطهم.

يتداول السوريون – خصوصاً في دمشق –  مقولة قديمة، يستخدمونها للتندر والسخرية تقول: ” الطبل في دوما والعرس في حرستا”..للإشارة إلى حالة الفصام في السرد أو الطرح وتشتت الرؤى، و هي العبارة التي كانت ردة الفعل المختصرة الهازئة بالإجراءات الأوروبية المتوالية، التي اكتفى بها الكثير من العقلاء .

وبعضهم استذكر بيتاً من الشعر العربي القديم لأبي محجن الثقفي فيه عبرة..حين قال: إن الكرام على الجياد مبيتهم…فدعي الرماح لأهلها وتعطّري.

ومناسبة هذا البيت من الشعر هي أن ، أبا محجن الثقفي كان حبيساً لدى سعد بن أبي وقاص بسبب شربه للخمر ولكنه عز عليه أن يرى قومه خارجين للقاء الأعداء وهو حبيس زنزانته وهو الفارس الذي لا يشق له غبار فاستأذن زوجة سعد في التّفلّت من القيد واستعارة فرس سعد لجولة في المعركة، ووعدها أن يعود بعدها لزنزانته فكان له ما أراد ، وانطلق يكر ويضرب أعناق العدو..فلما حل المساء وكان لابد له من أن يبر بوعده قفل راجعاً فرأته امرأة فظنته فاراً من المعركة  فأنشدت : من فارس كره الطعان يعيرني…..رمحاً إذا نزلوا بمرج الصُّفَّر

فرد عليها أبو محجن  : إن الكرام على الجياد مبيتهم….فدعي الرماح لأهلها وتعطري.

تعطروا أيها الأوروبيون اليوم وحاذروا أن تعكر ذئاب الإرهاب التي دجنتموها صفو ترفكم ..فحسب العطور الباريسية  اليوم أن تلطف رائحة الدماء التي شرعت تفوح في الشوارع هناك..

هامش: ضمن موجات اللجوء الكبرى بعد بدء الحرب على سورية، دخل مئاتُ الآلاف من اللاجئين بينهم آلافُ الإرهابيين إلى الدول الأوروبية، التسهيلات كانت من الساسة وبينهم السيدة ميركل، فهل ارتكبوا خطأً قاتلاً؟

هامش2: يتساءل مفكرون أوروبيون عن جدوى الاستعراض بقوائم ” معاقبة” المسؤولين السوريين لتحويل الانتباه عن ارتباك الحكومات الأوروبية أمام ضربات الإرهاب.

هامش3: يتحدث مراقبون عن فشل العقوبات على سورية في التغطية على ملفات حساسة تؤرق الأوروبيين أبرزها اللاجئين والإرهاب.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]