معززات جديدة للتنمية الريفية والارتقاء بمصادر دخل الفلاح

الخبير السوري:

تتجه وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي حالياً، نحو توطين معززات جديدة للتنمية الريفية، والارتقاء بمصادر دخل الفلاحين، بما يحقق عائدات مجزية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتركّز الوزارة على مشروع تطوير الثروة الحيوانية لإيجاد فرص عمل جديدة تسهم بتنمية المجتمع المحلي، من خلال تحقيق الزيادة المستدامة لدخل الأسرة الريفية الفقيرة التي ترتكز معيشتها على الثروة الحيوانية باستغلال أمثل لإنتاجية وحدة المساحة من المحاصيل العلفية كمّاً ونوعاً وإيجاد بدائل علفية من الموارد المحلية وتطبيق تقنيات النظم الزراعية المتكاملة.
وتتحدث مصادر الوزارة عن جهود مكثفة تجري باتجاه تحسين المراعي وتنمية الموارد العلفية وتوثيق أماكن توزع الثروة وأنواعها ليتم التخطيط المستقبلي بناء عليها، منها إقامة منشآت تعتمد على منتجات الحيوانات من مادتي الحليب واللحوم، إضافة إلى اعتباره قاعدة أساسية لتصويب الرقم الإحصائي للثروة الحيوانية، وبالتالي تحديد مستلزمات الإنتاج من أعلاف وأدوية ولقاحات لحمايتها ورعايتها صحياً.
ومن ضمن الاستراتيجيات الموضوعة تدريب الكوادر بطرق جديدة وحديثة لطرق التعامل الحديث مع الحيوانات، إضافة إلى رصد الميزانيات وتأمين المستلزمات، والانطلاق لتطبيق برنامج مشروع وطني كبير لترقيم وتسجيل قطعان الثروة الحيوانية طالما انتظره المربون، وسيتمكن هذا المشروع من تصويب الرقم الإحصائي لتعداد الثروة الحيوانية وإصدار بطاقة الحيوان الزراعي والتوزع الجغرافي للثروة الحيوانية، كتحديد مواقع مراكز تجميع الحليب ووحدات تصنيع المنتجات، وتحديد مستلزمات الإنتاج الأعلاف– الأدوية- اللقاحات- القشات، وتم وضع الخطط المناسبة لتطوير قطاع الثروة الحيوانية.
وقد تمّ الانتهاء من ترقيم قطعان في عدة محافظات منها محافظة اللاذقية حيث بلغ عدد الأبقار المسجلة 35 ألف رأس مقابل 55 ألف رأس غنم، وفي السويداء 14200 رأس أبقار، في ريف دمشق 100 ألف ومئة من الأبقار، أما في منطقة الغاب فتم ترقيم 24 ألف رأس من الأبقار.
وحول تسجيل وترقيم قطيع الأغنام نوهت المصادر بدور مشروع إكثار الأغنام العواس الذي يرمم ويطور الثروة الحيوانية في محطات البحوث التابعة للوزارة حيث يؤخذ الفائض وفق برنامج أسعار تشجيعية ويعطى للمربين ، موضحاً أنّ الهدف من هذه القطعان المحسنة وراثياً هو نشر التراكيب الوراثية ذات المواصفات الممتازة اللحم- الحليب، وتحسين باقي القطعان على مساحة القطر، وتم خلال العام الحالي أخذ 100 رأس غنم وبيعها للمشاريع التنموية قبل موسم التزاوج لتحسين القطعان.
لافتةً إلى وجود دعم من المنظمات الدولية حيث يتم تقديم منح رؤوس أغنام وأعلاف ضمن سياسة ترميم القطيع من أجل توطين المربين وخاصة مع عزوف البعض بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وكذلك يستفاد من المؤسسة العامة للمباقر ببيع القطعان المستوردة سواء نقداً أم بالتقسيط بنسبة بين 30- 35 % .
يذكر أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بنت وحدات تصنيع الأجبان والألبان في المحافظات حيث يوجد منها حالياً في اللاذقية و طرطوس والسويداء والقنيطرة وريف دمشق ومنطقة الغاب وحمص –تسهم هذه الوحدات بتأمين فرص عمل لصغار المربين ومنع تحكّم جامعي الحليب بالأسعار ،بالإضافة إلى تدريب المربين على التقنيات الحديثة.
إلا أنّ أوساط المربين تبدي حالياً كمّاً كبيراً من الهواجس، جراء انتشار أمراض الثروة الحيوانية على نطاق واسع، الأمر الذي من شأنه أن يهدد مجمل الخطط الهادفة إلى التوسع في توطين القطعان ونشرها في الأرياف مجدداً، كما يهدد الأهالي المربّين بخسائر كبيرة، تكاد لا تعدّ ولا تحصى إن استمرت متوالية الأمراض بين قطعان الأبقار والأغنام.

المصدر : الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]