الفروج يباع دون أرباح في صالات السورية

الخبير السوري:

دخل لحم الفروج سريعاً على قوائم وخانات البورصة بصعوده السريع والمستمر غير آبه بتموين أو زراعة أو حتى مواطن، الأمر الذي يجعل منه مقياساً حقيقياً لدخل الموظف لجهة إمكانية إسقاط القيمة الشرائية للراتب على عدد الدواجن التي يمكن له شراؤها.
المشكلة الرئيسية هنا هي أن حبل السوق على غاربه لا يتدخل أحد بضبطه ما يجعل من مسألة المنافسة مسألة معدومة، وبعبارة أخرى فإن ذلك يعني احتكاراً واضحاً وموصوفاً وبموافقة ضمنية من كل جهة ذات صلة على اعتبار عدم إبداء الاعتراض الصريح (وفق القانون) يعني موافقة ضمنية.
كيلو شرحات الفروج وصل في أسواق دمشق خلال أيام العيد ويوم الوقفة الذي سبقها إلى 8 آلاف ليرة سورية في وقت لم تتجاوز تسعيرته التموينية 6800 ليرة سورية، أما الفروج الحي فقد بلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه خلال ذات الفترة 4 آلاف ليرة سورية دون الأخذ بعين الاعتبار التسعيرة التموينية خاصته لكون الفروج الحي قليل نسبياً في دمشق، وعلى ما يبدو فإن الفروج المجمد الذي طرحته السورية للتجارة كان الحل الوحيد أمام المواطن على اعتبار الكيلو الواحد منه يباع بنحو 3500 ليرة سورية ما يعني فارق يتراوح بين 500 إلى 1000 ليرة سورية في الكيلو الواحد أي بين ألف إلى ألفي ليرة سورية في الفروج الواحد، وهو أمر قد يبدو غير ذي قيمة للوهلة الأولى ولكن لأرباب العائلة هو أمر يصنع فارقاً على مدار الشهر.
صالات السورية للتجارة في دمشق (في الصالات المجهّزة لتخزين الفروج) شهدت إقبالاً على شراء الفروج من المواطنين في وقت كان سعر الدجاج مرشحاً للارتفاع أكثر مما هو الآن لاعتبارات بات المواطن يفهمها تماماً تتعلق بجشع التجار  وبحسب مدير فرع دمشق للسورية للتجارة لؤي حسن فقد بلغت مبيعات الفروج في صالات دمشق خلال اليومين الأولين فقط من مباشرة البيع نحو 5 آلاف كيلو غرام، لافتاً إلى أن الإقبال كان كبيراً وتم بيع كميات كبيرة في الصالات المجهزة لهذا الأمر بل إن بعض الصالات طلبت تعزيز مخزونها من الفروج المجمد لتلبية الطلب عليه.
حسن لفت إلى أن عدم وجود الفروج في بعض الصالات يعود إلى عدم جاهزيتها أصلاً بالبرادات لتخزين هذه المادة الغذائية التي لا يمكن حفظها بظروف تخزين عادية ولا سيما أن فترة بداية البيع كانت ضمن ذروة موجة الحر التي ضربت البلاد، مشدداً على أن أغلبية الصالات تمكنت من استقبال الفروج المجمد، مبيناً أن ما ينوف على 25 صالة في دمشق لوحدها تمتلك البرادات اللازمة لهذه المادة الغذائية.
المدير العام للسورية للتجارة أحمد نجم وتعليقاً على مجمل المشهد قال إن تدخل السورية للتجارة في سوق الدواجن كان ضرورياً لكون الأسعار ارتفعت كثيراً فكان لا بد من إيجاد الحل البديل للمواطن مهما كان هامش الفارق بين السعرين، لافتاً إلى أن هذا التدخل كما غيره يعتبر جزءاً من مهام واستراتيجية السورية للتجارة في إحداث فارق ضمن السوق وكسر حدة الأسعار عبر عملها وتدخلها.
نجم أشار في حديثه للثورة إلى أن المؤسسة لم تتقاض أي أرباح تذكر عن عمليات بيع الفروج بل باعت بسعر التكلفة لتأمين السلعة للمواطن بسعر أقل من السوق، معتبراً هذه الحالة حالة صحية لكون المؤسسة لم تسع للربح من المواطن بل لخلق منفذ آخر له للحصول على سلعته ما يعني بعبارة أخرى تأمين السلعة للمواطن وبالتالي تراجع الطلب في الأسواق الأخرى على حساب الطلب.

المصدر : الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]