هاتفك الذكي سيقوم بالأعمال الحقلية .. لأول مرة!!!

الخبير السوري:

قام باحثو قسم الدراسات والبحوث الزراعية، وقسم التطوير التقاني في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، بتطوير تطبيق يُستخدم من خلال الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد) تحت اسم  GORS_DataCollect (GORS_DC) في تنفيذ الأعمال الحقلية، بحيث يتم استقبال البيانات المرسلة من هذه التطبيقات وتخزينها على مخدم وزارة الزراعة بما يضمن الوصول الآمن لهذه البيانات والتحكم الكامل بها، وتم تتويج هذا الإنجاز عبر توقيع وزارتي الزراعة والاتصالات قبل عدة أيام لاتفاقية تعاون لاستخدام تلك التطبيقات واعتمادها بشكل رسمي، وذلك بهدف الانتقال من جمع البيانات الزراعية عن طريق الاستمارات الورقية، إلى جمعها من خلال تطبيقات الهواتف الذكية وأتمتتها على شكل استمارات إلكترونية، ومن خلال شراكة العمل بين وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة العامة للاستشعار عن بعد.

رئيس قسم الدراسات والبحوث الزراعية في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، وصاحب فكرة المشروع، الدكتور إياد الخالد، أوضح أنه بالتعاون مع مهندس البرمجة مشهور درويش تم تطوير هذا التطبيق، والذي سيوفر عند استخدامه العديد من المزايا والخصائص المتمثلة بالتوفير الكبير جداً من خلال عمليات جمع البيانات التقليدي (بالاستمارات الورقية) لأي هدف كان ولأي جهة كانت، وذلك عبر خفض نفقات جمع البيانات بالطريقة التقليدية، ولاسيما الأوراق والقرطاسية إلى الصفر والانتقال إلى أقل ما يمكن، إضافة إلى التوفير في الوقت اللازم لأخذ بيانات أية عملية لجمع البيانات من خلال عدم الحاجة للكتابة أصلاً، ما يسمح بإجراء مسوحات أكبر في اليوم الواحد ما ينعكس بالنتيجة إيجاباً على الوقت النفقات، وعدم الحاجة إلى عمليات الإدخال للبيانات الورقية إلى الحواسب لجعلها إلكترونية، والذي يستهلك وقتاً وجهداً كبيرين من الموظفين، إضافة إلى الأخطاء التي تقع نتيجة عمليات الإدخال، وذلك كون الاستمارات المطبقة في التطبيق أصلاً إلكترونية ويمكن استيرادها من المخدمات التي تحفظ بها بشكل إلكتروني (عملية أتممة البيانات من الحقل إلى متخذ القرار).

ويضيف الخالد: إنه من أهم مزايا التطبيق عدم الحاجة إلى استهلاك الوقت في عمليات التحليل بعد إدخال البيانات الورقية، حيث يمكن للمبرمج أن يقوم بالعمل على برمجة عمليات التحليل لإظهارها بشكل مباشر للاستمارات المأخوذة وبالشكل الذي يطلبه متخذ القرار، على سبيل المثال عدد الحقول المصابة بمرض معين نسبة إلى العدد الكلي للبيانات المأخوذة أو المسجلة، أو عدد حقول القمح نسبة إلى عدد الحقول الكلي في العينة، ناهيكم عن ضمان دقة البيان وذلك كون التطبيق متصلاً بجهاز GPS الهاتف الذكي، وبالتالي يحدد موقع معبئ الاستمارة تماماً، والتي يمكن تحميلها على الخرائط والصور الفضائية والتثبت من مكان جمع البيان ومحتوى الاستمارة.

كما يتميز التطبيق – بحسب الخالد – بالتوثيق، حيث إنه مزود بتعليمة لالتقاط الصورة بنفس مكان جمع البيانات (تسجيل الإحداثيات والموقع)، وبالتالي يكون مع كل استمارة صورة لموقع جمع البيان، أو مقطع فيديو صغير، وبهذه الطريقة تكون الصورة أو مقطع الفيديو مرتبطاً مع الاستمارة عند تحميلها على المخدم، ويمكن استخدام هذه الميزة في حال عدم معرفة القائم بجمع البيان بمرض أو محصول معين، حيث ترسل الاستمارة المزودة بهذه الصور إلى المختص لمعرفة نوع الإصابة من خلال الصورة أو مقطع الفيديو المرتبط معها.

وحول سؤالنا عن مدى الأمان في استخدام هذا التطبيق أوضح الخالد أنه سيكون هنا كحفظ وسلامة للبيانات بحيث سيتم حفظها بشكل تلقائي على مخدمات الجهة التي تقوم بجمع البيانات، وذلك بشكل إلكتروني ومؤرشف، على شكل جداول يمكن طباعتها بسهولة لوضعها بين يدي متخذ القرار، ويمكن للقائمين على عملية جمع البيانات مراقبة سير العملية لأكثر من مكان وبنفس الوقت من خلال الاطلاع ومراقبة الاستمارات الواردة للمخدم وتاريخ وساعة وصولها، دون الحاجة للتنقل بين هذه الأماكن.

الخالد أشار إلى أنه عند استخدام التطبيق ليس هناك من حاجة إلى شبكة الانترنت حين جمع البيانات، إنما الحاجة لها حين إرسال البيانات من القائم بعملية الجمع إلى المخدم، كما أن الهواتف الذكية العائدة للقائمين بعملية جمع البيانات لن يتم شغل أي مساحة للذاكرة عليها، فالتطبيق يتمتع بخاصية الحذف للبيانات على الهاتف الذكي فور إرسال هذه البيانات ووصولها للمخدم.

وشدد الخالد على أن استخدام التطبيق يمكن أن يشكل بداية جيدة لوضع خارطة زراعية على مستوى الحائز في جميع المحافظات، خلال تأدية المرشدين الزراعيين لعملهم المعتاد بتكاليف قليلة جداً أو شبه معدومة.

وعن الجهات التي ستنفذ المشروع ذكر الخالد أنه يقع تنفيذ المشروع على عاتق وزارة الاتصالات والتقانة ممثلة بالهيئة العامة للاستشعار عن بعد، ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ممثلة بمديرية التخطيط والتعاون الدولي ومديرية الأراضي والمياه ومديرية تقانة المعلومات، ويمكن أن يتم التعاون مع مديريات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ذات العلاقة ومكاتبها المختلفة.

المصدر : البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]