خاص- الخبير السوري :
على الأرجح لم نعد ” نكابر على الاعتراف” بأن مشكلتنا مشكلة بطالة وسائل إنتاج أكثر مما هي بطالة قوى عاملة..الوضع هو هكذا تقليدي منذ ما قبل الحرب على سورية، وعلى الأرجح بات أكثر سوءاً الآن بعد خروج مساحات كبيرة من الأراضي عن مضمار الاستثمار، بسبب عمليات التهجير القسري التي مارستها الجماعات الإرهابية، فعودة الأهالي إلى قراهم، ما زالت غير مكتملة..ولو تمت إعادة مساحات من الأراضي المحررة إلى دائرة الاستثمار الزراعي، إلا أن المبادرات لا تتناسب مع الطموح الرسمي وما رافقه من تسهيلات و أدوات دعم.
يعتبر الخبير الاقتصادي عبد اللطيف عباس شعبان، في دراسة سابقة له..أن وسائل الإنتاج (قوة العمل ورأس المال / الثابت والمتحرك، النقدي والعيني / والأرض) متكاملة مع بعضها، وبطالة أي وسيلة تنعكس على بطالة الأخرى ومن الخطأ الكبير أن يتم التركيز على البطالة البشرية ( قوة العمل) وإغفال الحديث عن بطالة الوسائل الأخرى، وغاب عن بال المهتمين بمشكلة البطالة البشرية أن معالجة بطالة الوسائل الأخرى، تشكل المدخل الأساس لمعالجة البطالة البشرية.
الخبير شعبان يلفت إلى بعض مظاهر بطالة وسائل الإنتاج، والتي تتعلق بأرقام آخر إحصاءات ومعظمها يعود إلى العام 2010، أي قبيل الحرب على سورية:
يبدأ أولا بالبطالة البشرية الموجودة في سورية كغيرها من دول العالم بما في ذلك الدول الأكثر تقدماً، ولسنوات خلت كانت نسبتها بحدود 20 % من القوة العاملة، ولكن الجهات الرسمية بذلت جهوداً كبيرة لحلها ما جعلها تقارب حالياً 9 % ، و من المفترض أن تكون زادت قليلاً عما كانت عليه بتأثير الانفتاح الاقتصادي والأحداث الداخلية.
ثمّ يصل إلى بطالة رأس المال القائمة والمؤكدة من خلال الأموال الكبيرة التي سبق أن ذهبت خارج القطر، واستثمارات آلاف السوريين في الخارج تؤكد ذلك، ويتأكد ذلك أيضاً من خلال القيود المصرفية التي تؤكد وجود قرابة /1200/ مليار ليرة سورية، إيداعات في المصارف، علماً أن عام /2010/ شهد زيادة في الإيداعات بحدود /100/ مليار عن العام الذي سبقه، عدا المبالغ المودعة بالعملات الأجنبية، وعدا الأموال المتوافرة بين يدي الأسر (بدليل تمكن العديد من جامعي الأموال من الدخول لهذه الأسر) وما ظهر مؤخراً من سحوبات مصرفية / من الإيداعات/ كان بتأثير من بعض شركات الصيرفة الهادفة للمتاجرة بالنقود، ولكن هذه السحوبات كانت قليلة وأثرها أقل، وما شهدناه مؤخراً من مسارعة كثيرين لإيداع أموالهم دعماً لليرة السورية يؤكد وطنية الشعب السوري، وأيضاً يؤكد وجود أموال بين يدي الشعب.
أراضٍ خارج الخدمة
رأي الخبراء في واد و الواقع للأسف في واد