وسائل “الدعاية السوداء” تستهدف وزير الاقتصاد هذه المرّة..اجتزاء خارج عن المألوف يستهتر بالمواطن السوري..

الخبير السوري:

لا يعترف القانون بمبررات الهفوة وقلّة الكفاءة والمهنيّة التي تؤدّي إلى الاجتزاء الخاطئ، بل نصّ على عقوبات قاسية في حال حصول ذلك، لأن لا فرق بين الخطأ والعمد من حيث النتيجة..وغالباً يأتي الاجتزاء المنقوص أو المشوّه في حملات الدعاية السوداء التي تُمارس إبّان الحروب، وفي سير الدعاية وحكاياها ما يلفت إلى مثل هذه الأساليب، التي يطالعها القارئ من قبيل الفكاهة.

بالأمس كنّا تماماً أمام فصل طريف من فصول الدعاية السوداء، التي تُمارس علينا نحن السوريين كثيراً في هذه الحرب الضروس والطويلة التي نعيش يومياتها منذ تسع سنوات.

فقد ضجّت صفحات فيسبوك بحالة اجتزاء– لا تبدو بريئة بتاتاً –  تناقلتها بعض المواقع ربما بشكل عفوي ، لحديث وزير الاقتصاد والتجارة الخارجيّة الدكتور سامر الخليل، أمام مجلس الشعب..

إذ لخّص أحد ” احترافيي الصيد في الماء العكر” حديث طويل بعبارة على شكل عنوان يقول” وزير الاقتصاد: الواقع الاقتصادي يتحسّن تدريجياً لكن المواطن لم يشعر بذلك”..

والحقيقة لم يكن اللافت ابتكار الاجتزاء في هذه الجملة التأليبيّة..بل تناقلها بطريقة القصّ واللّصق  على نطاق واسع، في استهتار مريب بعقل المتلقّي…بما أن الأخير سيعود عفوياً ليبحث عن الحقيقة من مصادر أخرى.

وقد كنّا ممن عادوا إلى التسجيل الصوتي لحديث الوزير تحت القبّة و أمام 250 شخصاً، وما تناقلته وسائل الإعلام وهو موثّق في الخبر الصحفي الذي نشرته الصحف .. فماذا وجدنا؟؟

هنا نقتبس من ذات المقطع الذي تمّ الاجتزاء منه..

يقول الوزير الخليل: ” زيادة الرواتب تحققت، لكن بذات الوقت بدأت حملة على هذه الزيادة وحملة على الأسعار، لإشاعة حالة من التوتّر الاقتصادي المستوى يؤثر على تفكير كل المواطنين وكل الصناعيين وكل التجار،  ولنعد إلى ما جرى ضخّه سلبياً عبر نشاط الصفحات والمواقع، رغم أنه لا متغيرات سلبية، بل حصلت أشياء إيجابيّة،  بل هناك واقع اقتصادي يتحسن بشكل تدريجي، و حصلت زيادة على الرواتب، لكن بدلاً من نرى تحسّناً رأينا هجوماً وبلحظة ارتفع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، وهذا ما يدلل على أننا أمام شكل من أشكال الحروب هو الأخطر على الإطلاق يجب ألّا ننساق إليه..وهذا ليس تبريراً بل واقعاً”.

واضح أن وزير الاقتصاد يقصد ما ليس بحاجة لشرح..وهو أن ثمة إجراءات تكفّلت بتحسّن الواقع الاقتصادي، لكن الاستهداف المباشر والهجمة على سعر الصرف أدت إلى حالة هلع وارتفاع في الأسعار، منعت المواطن السوري من تلمّس نتائج تحسن اقتصاد بلده…والواقع هي غاية الحرب الاقتصادية التي أشار إليها الوزير في حديثه ووصفها بأنها الشكل الأخطر من الحروب.

بدون إطالة ..لعلنا بتنا متفقون على أن بعض صفحات الفيسبوك باتت أداة حادّة من أدوات الاستهداف المباشر للمواطن السوري، الذي صمد وكابر على الجرح وبات مطلوباً “نسف” عزيمته وتقويض صموده، فكانت الطريقة الأكثر سهولة ونفاذاً هي صفحات الفيسبوك، ذات الشعبيّة والمتابعة الأفقية الواسعة في أوساطنا نحن السوريين، حتى أن بعضهم أسمى الفضاء الأزرق الفيسبوكي ” صحيفة كلّ مواطن”..

وربما علينا ألا نغفل عن أن مرجعيّة بعض الصفحات الموجهة ضد هذا البلد الصامد، تعود لمشغّلين وممولين ممن يتلطّون وراء حدود الدولة السورية، ولديهم برامج مضادة تواكب أي إجراء إيجابي على مستوى البلد عموماً من مضمونه..

هذه الصفحات هي من نقل أوامر العمليات للمجموعات الإرهابية التي روّعت المدنيين الآمنين في بيوتهم، وهي من لا ييأس من ضخّ كمّا هائلاً من الطاقات السلبية باتجاه الداخل السوري، وهي من دأبت على ترويج أسعار مفبركة لصرف الليرة السورية، وتطبيقات مريبة تلاعبت بلقمة عيش كل مواطن سوري، وخلطت الأوراق بين سعر الصرف وسعر السلعة.

بالفعل علينا أن نحذر..فحتى الصفحات الوطنيّة أحياناً تغرق في غواية جمع اللايكات، وحصاد الشعبيّة عبر نقل العبارات والعناوين المثيرة من صفحات “مندسّة” لا تلبس أن تختفي، ليعود أصحابها بأسماء جديدة.

إقرأ أيضاً:

بعد أنباء عن استعدادات لملاحقة المضاربين..معروض كبير و شلل شبه تامّ في سوق الدولار ومدخرات السوريين تتجه نحو الذهب..

2 تعليقات
  1. بشار المحمد يقول

    على العكس كان كلامه الأفضل ووصف الواقع بدقة

  2. ادارة يقول

    صدقت

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]