مسح: 74 ألف ليرة وسطي تكلفة المعيشة في سورية شهرياً..البوكمال الأعلى والرقة الأقل

أوضح مسح أجري لتكلفة المعيشة في مناطق محددة من البلاد، حيث أخذت عينة معظمها من مناطق ساخنة، أو خارجة عن سيطرة الحكومة، وتمت مقارنتها مع تكاليف المعيشة في العاصمة دمشق.

وبحسب صحيفة “قاسيون” المحلية، فقد اعتمد المسح في احتساب تكاليف المعيشة على حساب تكلفة الغذاء الضروري للفرد الواحد، والبالغة 2400 حريرة يومياً، والمكونة من عدة مواد غذائية مختلفة السعرات الحرارية، ثم قامت باحتسابها لأسرة مكونة من 5 أشخاص على مدار الشهر.

طبعاً لا تعكس هذه الحسبة تكاليف المعيشة بشكل كامل، فهي حسبة للغذاء الضروري فقط، حيث يشكل كامل الغذاء قرابة 40% من تكاليف المعيشة الكلية قبل الأزمة، وبين المسح أن أعلى التكاليف جائت في البوكمال بـ”101500″ ليرة سورية، وأقلها في الرقة بـ “55000” ليرة سورية.

هذا وقد انخفضت قيمة الغذاء بـ “8000 ليرة في مدينة دمشق عن شهر أيار الفائت، حيث بلغت قيمة الغذاء حينها 72 ألف ليرة، بينما تبلغ حالياً 64 ألف ليرة.

ويعود هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى انخفاض أسعار الخضار والفواكه، بسبب تراجع التصدير، حتى التوقف بعد إغلاق معبري نصيب والتنف الحدوديين.

أما التباينات الأخرى في أسعار السلع في باقي المناطق، فتعود لأسباب مختلفة، فعلى سبيل المثال: نجد أن أسعار الخبز مرتفعة في البوكمال، حيث سعر الربطة 100 ل.س، بينما تنخفض أسعار اللحوم الحمراء في هذه المنطقة حيث سعر كغ الغنم 2000 ل.س كونها مناطق تربيتها.

هذا وتنخفض أسعار الخضار في إزرع خصوصاً، ودرعا عموماً، بسبب توفر المنتجات الرزاعية، وعدم القدرة على تسويقها، وكذلك الأمر بالنسبة لسعر الجبن حيث يباع الكغ بحوالي 450 ل.س في هذه المنطقة.

وتشهد معرة النعمان في ريف إدلب، ثاني أعلى تكلفة للغذاء في المسح، حيث ترتفع أسعار لتر المازوت إلى 500 ل.س في الظرف الحالي، مع انقطاع انتقال النفط ومشتقاته.

أما في الرقة ذات التكلفة الأقل، رغم ارتفاع أسعار الخبز فيها، حيث يشتري السوريون 13 رغيف خبز بسعر 200 ل.س، إلا أن أسعار الجبن منخفضة عند 400 ل.س للكغ، وكذلك أسعار الخضار، فالبندورة بـ 30 ل.س للكغ فقط، وبينما تعتبر أسعار الفروج هناك من أعلى الأسعار السورية اليوم، إلا أن أسعار لحم الغنم منخفضة وتبلغ 1400 ل.س للكغ..

تبدو تكاليف الغاذء الضروري أرقاماً شبه فلكية، ورغم اقتصار الحسبة على المواد الضرورية فقط ما يعني عدم أخذ أسعار العديد من المواد في الحسبان، إلا أن التكاليف تبدو مهولة جداً والتي بلغت وسطياً 74 ألف ليرة سورية، خاصة إذا ما قورنت بوسطي الأجور الذي لا يزيد حالياً عن 24 ألف ليرة، وفي ظل بطالة تجعل كل عامل يعيل أكثر من 6 أشخاص، ما يعني أن الوضع العام لمعيشة الناس وفي كافة أنحاء البلاد هو وضع واحد ومتقارب، وهو آخذ بالتدهور سواء كانوا من القاطنين في المناطقة الآمنة كدمشق، أم تلك الساخنة كدرعا وغيرها.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]