التوصيات غير المسبوقة لإنعاش قطاع “الخصوصية السورية”

 

يمكننا القول من خلال ما خلصت إليه اجتماعات المرحلة الثانية للبرنامج الوطني للتنمية المستدامة للحرف التقليدية الذي أقامته وزارة السياحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو مؤخراً: إننا اليوم قد خطونا خطوة بالغة الأهمية باتجاه تنظيم هذا القطاع من مختلف الجوانب، إذ توصل المجتمعون إلى جملة من التوصيات الهامة التي إن تم تطبيقها يمكن أن يستبشر قطاع الحرف التقليدية والعاملون فيه بأن يكون لهذا القطاع دور هام في الاقتصاد الوطني لكونه يجمع ما بين الإبداع والتراث واستيلاد فرص عمل تتطلب المهارة في صناعاته ومنتجاته التي تحظى بالطلب عليها، وتتمتع بميزة العائد المالي الهام ولاسيما القطع الأجنبي، حيث تلقى منتجات هذا القطاع في الأسواق الخارجية طلباً عليها.

 

البداية بالمدارس..

 

وبالعودة لتوصيات البرنامج، فقد تضمنت إنشاء مدارس حرفية يتم فيها تدريب الشباب على المهن التقليدية من قبل معلمي الحرف للمحافظة على هذه الحرف من الاندثار، وإقامة محاضرات دورية تثقيفية تسويقية عن الصناعات التقليدية تتضمن أسلوب البيع، وطريقة تقديم المنتج اليدوي، وكيفية جذب السائح والزبون.

 

معايير جودة

 

ولأجل تلبية متطلبات هذا القطاع في أن يكون له محددات اقتصادية واشتراطات قانونية لمنتجاته، فقد شملت التوصيات أيضاً على وضع معايير جودة للمنتج اليدوي العصري من أجل اعتمادها من قبل الحرفيين، والذي يجمع بين التقليد والحداثة ومواكبة التطورات الحديثة، وإدخال اللمسات العصرية على المنتجات الحرفية من دون المس بأصالتها. وبهدف جعل منتجات هذا القطاع منتجات ذات حماية فكرية وتجارية وذات مرجعية، فقد شددت التوصيات كذلك على إيجاد ختم خاص للمنتج اليدوي لتميّز المنتج الأصلي من التقليدي.

 

مدعوماً بالترويج والتسويق

 

وتوازياً مع التحول في التعاطي مع هذه الصناعة لحظت التوصيات موضوع الترويج والتسويق لمنتجاتها، حيث سيتم  طباعة بروشورات عن الصناعات التقليدية باللغتين الإنكليزية والفرنسية تكون خاصة بالمهن التي تتميّز بها دمشق، وإصدار CD عن هذه المهن وتاريخها وكيفية صناعتها، ليتم توزيعها في المعارض السياحية، إضافة إلى إنتاج برومويات تروّج للصناعات التقليدية العصرية، تعتمد على تحفيز الرغبة في الاقتناء. وبهدف تفعيل الترويج والتسويق الخارجي أوصى البرنامج بتعزيز دور السفارات والجاليات السورية في الخارج في الترويج للصناعات التقليدية العصرية، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية، وإقامة صالات عرض وبازارات داخلية وإعادة تفعيل المشاركة في المعارض السياحية الخارجية، مع تأكيد  وجود ركن خاص للمهن اليدوية، ولدعم هذا القطاع والعاملين فيه وتشجيعهما على الاستثمار فيه ختمت التوصيات بضرورة تقديم جميع التسهيلات والتخفيضات الممكنة للحرفيين فيما يتعلق ببطاقات الطائرة وأجور الشحن.

 

هل استفدنا منها؟

 

الجدير ذكره أن المرحلة الثانية من البرنامج وعلى مدار يومين كانت طرحت عدداً من المحاور التي تناولت دور الجهات الرسمية بتنشيط قطاع الحرف التقليدية، وواقع الحرف التقليدية وآفاقها المستقبلية، ودور هذه المهن في تحقيق التنمية المستدامة، وأهمية إنشاء مراكز للتعليم الحرفي من أجل تطويرها، وكذلك دور المرأة الرائد في الحفاظ على التراث الحرفي وتنمية الصناعات التقليدية، إضافة لعرض حول معاناة الحرفية السورية في ظل الأزمة وتأكيدهن على إرادة الحياة ودورهن في تحقيق التنمية المستدامة، وتمكينهن في دعم الحرف التقليدية، ومساهمة الفنانات التشكيليات السوريات في تطوير الحركة التشكيلية في سورية، ما مكن من إغناء البرنامج والوصول إلى ما يحقق تطوير هذه الصناعات واستدامتها.

 

العبرة بالنتائج

 

محاور لعلها كانت من الأهمية والجدوى الاقتصادية، ما مكن من الوصول إلى ما أعلاه من توصيات غير مسبوقة، لقيت رضاً وترحيباً، مما قد يؤدي إلى إعطاء الزخم المطلوب لهذا القطاع ليأخذ دوره في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمناطقية، ورغم تفاؤلنا المبني على النظري من توصيات لغاية الآن، لكننا نرى كما يقال: إن العبرة بالنتائج.

قسيم دحدل – البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]