هيئة الإشراف تتصدى لترميم الثقة المهزوزة في سوق التأمين

 

دمشق – الخبير السوري

 

يبدو أن الترويج للمنتجات التأمينية يقابل باستياء عام من الأفراد الذين خاضوا تجربة التأمين ووقعوا في إشكاليات المطالبة المادية مع تلك الشركات، إذ تناولت معظم المداخلات خلال الندوة الأسبوعية لهيئة الإشراف على التأمين والتي تمحورت حول “التأمين أسلوب حياة” مصداقية شركات التأمين في التزاماتها المادية بالتغطية المتفق عليها في العقد مع المؤمن له، إذ ذكر الحضور عدة حالات طغت عليها المماطلة والتسويف في التعويض المادي، ولكيلا نلقي التهم جزافاً على هيئة الإشراف على التأمين في عدم اضطلاعها بمهام المراقبة والمحاسبة لأداء شركات التأمين.

وبيّن سامر العش مدير عام هيئة الإشراف على التأمين العش أن من مهام الهيئة متابعة جميع الإشكاليات المتعلقة بأداء الشركات ومراقبة آليات عملها، ولها الصلاحيات بفرض عقوبات بحق المقصرين بحسب نظامها، ولكن المشكلة تكمن بوجود حلقة مفقودة بين المؤمن لهم وهيئة الإشراف كما أسماها العش وهي ثقافة الشكوى، فمعظم المؤمنين الذين يواجهون المشكلات مع الشركات لاتصل أصواتهم إلى الهيئة، وتضيع حقوقهم بين القضاء أو عدم المطالبة وبالتالي إحجامهم عن الاستفادة من خدمات التأمين، ولإيجاد صلة الوصل قامت الهيئة بتفعيل تطبيق “عين الهيئة” كي تستطيع الاطلاع على كافة الشكاوى المقدمة إليها من قبل المؤمنين ومعالجتها مباشرة، ونفياً لتقصير الهيئة بيّن العش أن الهيئة قامت بمعاقبة إحدى الشركات جراء تحويلها المطالبات الودية إلى مطالبات قضائية، مؤكداً أن الهيئة تصدر عقوبات في حال ثبوت التهمة على الشركة تصل إلى وقف ترخيص نوع التأمين (المشكلة) في الشركة، ومن جهة أخرى شدد العش على ضرورة توعية المؤمنين لشروط العقد لمنع حصول التباس في فهم مستوى مظلة التغطية المقدمة من الشركة.

وبالعودة إلى الندوة أكد المحاضر وائل الحسن مدير شركة الأولى للتدريب والاستشارات وحلول الأعمال أن مبدأ التأمين نشأ من حاجة الفرد إلى تكاتف الجماعة في تغطية مخاطر المجموعة المحتملة، ولكن التفكير السائد حول التأمين للأسف يقتصر على كيفية الربح وليس الاستثمار، وهو أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإحجام عن الاشتراك في خدمات التأمين، عدا عن اعتبار أن التأمين يمكن أن يشكل عبئاً في ظل الظروف الاقتصادية السائدة، إلا أن الحسن أكد على أنه يجب التفكير بعقلية استثمارية، لضمان مواجهة المخاطر المحتملة، متسائلاً كم من حالات الإصابة والوفاة التي حدثت بسبب أمر لم يكن أحد يتوقعه، وبالتالي يمكن اعتبار التأمين الضامن الأكيد لأي مخاطر قد تواجه الفرد في حياته أو على صعيد الممتلكات أو العمل والصحة.

فاتن شنان

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]