كوادر التأمين إلى حجرة العناية الفائقة في “هيئــــة الإشـــــراف” …

 

دمشق– الخبير السوري

 

ورقة وحيدة فقط حملت بعض الأجوبة الصحيحة لاستبيان معرفي عن تأمين الحياة، موجّه لكوادر شركات التأمين، خلال ورشة عمل أقامتها هيئة الإشراف على التأمين أمس بالتعاون مع شركة الأولى للتدريب والاستشارات وحلول الأعمال. وبالرغم من أن الاستبيان تضمن أسئلة معرفية عن أسس ومبادئ التأمين، إلا أن النتيجة السلبية عكست ضعف واقع الثقافة التأمينية لدى هذه الكوادر، والتي يجب أن تكون على سوية عالية من المعرفة والأداء للرهان على الارتقاء بواقع القطاع والنجاح في ترويج منتجاته، وبناءً عليه يبدو أن هيئة الإشراف على التأمين لمست مواطن ضعف كوادر هذا القطاع، فوجّهت بوصلتها لاستهدافهم بورشات عمل تدريبية وبخبرات أجنبية بغية تطوير الأداء والتحضير للمرحلة المقبلة، وذلك بحسب ما أكده مدير عام الهيئة سامر العش الذي شدّد خلال الورشة على أهمية العمل لرفع سوية المعرفة لدى كوادر شركات التأمين، والتعويل على قدرتها في نشر الثقافة التأمينية في المجتمع، وفق أسس علمية وثقافة عملية، للعمل على تطوير سوق التأمين وخدماته وترويج منتجاته.

بدوره أكد مدير عام شركة الأولى وائل الحسن أن تأهيل الكوادر هي اللبنة الأساسية في عملية البدء بتطوير أي القطاعات الاقتصادية، وخاصة قطاع التأمين الذي خسر خبرات كفوءة خلال الأزمة بسبب الهجرة أو الفرص البديلة التي أتيحت لهم خارج البلاد، مبيناً أن الكوادر الشابة التي تعمل في هذا القطاع تحتاج لورشات تدريبية تخصصية عالية المستوى، ولذلك تمّت الاستعانة بخبرات من لبنان لتفوق القطاع التأميني لديهم. وبيّن الحسن أن الشركة تعمل مع الجهات العامة، لتدريب كوادرها  ورفع أدائهم الوظيفي ومخزونهم المعرفي، إضافة إلى رفع أداء الشركات على مستوى الخدمة ومعايير الجودة وحثهم على طرح منتجات جديدة، من خلال 148 دورة تدريبية لأكثر من 4000 موظف في القطاع العام، تماشياً مع توجه الحكومة لتدريب القيادات والكوادر. وشدّد الحسن على أهمية البدء بمنتج تأمين الحياة باعتباره حاجة أساسية لسوق التأمين، إضافة إلى وجود توجّه في المصارف الخاصة العامة بطلب وجود بوليصة تأمين على الحياة للمقترضين.

بدورها أكدت المدربة شانتال شوفاني خلال الورشة أن تأمين الحياة هو عقد يغطي جملة المخاطر المحتملة التي قد تصيب الفرد خلال حياته، وتتجلّى أهميته بتصنيفه كنوع من الادخار للعائلة بعد وفاة المؤمّن له، إذ يشكل رصيداً مادياً يستفيد منه الأولاد في التعليم وتكاليف الحياة.

وبيّنت شوفاني أن عقد تأمين الحياة يُبنى على حسن النية والشفافية بين المؤمن له وشركة التأمين من خلال تزويدها بكافة المعلومات بمصداقية عالية، ليضمن التغطية المطلوبة ضمن السقف المتفق عليه. وشدّدت على أهمية الانطلاق في السوق السورية من تثقيف الكوادر بورشات علمية ومعرفية، ليكونوا قادرين على ترويج المعلومات والمنتجات لكافة شرائح المجتمع في المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى كافة أنواع التأمين.

وأكد بعض المتدربين على وجود معلومات وتفاصيل من شأنها مساعدتهم على الارتقاء بأدائهم وأداء شركاتهم، واكتساب خبرات جديدة خاصة في مجال تأمين الحياة، إذ لم يسبق لهم الخضوع لمثل هذه الورشات في هذا المجال لعدم وجود مدربين سوريين متخصصين بتأمين الحياة، وتحدثوا عن بعض الصعوبات التي تواجههم في ترويجه وإدخاله الثقافة العامة، كونه منتجاً جديداً ويتعارض مع بعض المعتقدات الدينية التي تسود المجتمع كالإيمان بالقضاء والقدر، والأمر الذي يعكس تشوه المفهوم في أذهانهم، ليبقى تأمين الحياة شائعاً ضمن فئة ضيقة كرجال الأعمال والتأمين الفردي حسب قولهم.

البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]