طبخة «بحص »…!!

شعبان أحمد

عندما تتداخل الصلاحيات… أو تغيب الرؤية الإدارية من الوزارات والمؤسسات، ويمسك بالقرار الإداري شخص واحد مع تهميش شبه كامل لكافة المفاصل الأخرى،

حينها نستطيع وبكل جرأة أن نطلق مصطلح (طبخة البحص) على أي نتائج يمكن أن نستنتجها من خلال هذه الضبابية المتعمدة في الإدارة (المركزية جداً)…!!‏‏

هناك نوعان من الإدارات:‏‏

أولها: إدارة لا تملك صلاحية القرار… رغم أنها إدارة أو مؤسسة عامة… وبالتالي يمكن أن نطلق على مديرها (موظفاً كبيراً) يقوم بالمراسلة والتوسط مع الوزير أو المسؤول الأعلى منه… وهنا يكون الروتين والبيروقراطية في (أبهى صورها)…!!‏‏

ثانيهما: إدارة أساسها ضعيف… بمعنى أن المدير أو المسؤول لا يتمتع بالخبرة الإدارية الكافية لتسيير إدارته، وهنا ندخل في دهاليز الوساطة والمحسوبية التي على أساسها منح ذلك الشخص (الجاهل) مرتبة مدير…!!‏‏

هناك إدارة ثالثة غالباً ما تختبئ وراء إصبعها… وتعتقد أنها قادرة على حجب نور الشمس بإصبعها أيضاً.. عبر التهرب من مسؤولياتها وإلقاء الحمل كله على المسؤول الأعلى منه خوفاً منه أو تهرباً من اتخاذ أي قرار…!!‏‏

هنا على ذلك المسؤول والذي يمكن أن يكون وزيراً أو حتى رئيس حكومة أن يعمل مديراً عاماً ومدير شركة أو حتى رئيس بلدية… وهذا راجع إلى آلية الاختبار المخترقة (جداً) وإلى عدم وجود معايير دقيقة لانتقاء إداريين أكفاء قادرين على التطوير والمواكبة…!!‏‏

المقتل يكمن هنا… فبقدر ما تكون الحكومة قادرة على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإيجاد آلية منطقية لاختيار كوادرها على اختلاف مشاربهم بقدر ما يكتب لهذه الحكومة النجاح… والعكس صحيح تماماً…!!‏‏

اليوم نحن نعقد مؤتمرات وندوات بهدف التطوير الإداري المنشود… وكل الأمل ألا يكون لرفع العتب و (البروظة) الإعلامية وتمسيح الجوخ…!! كما العادة دائماً…!!‏‏

فمصطلح التطوير الإداري ليس قادماً من الفضاء الخارجي… ولا يحتاج إلى كثير من التمحيص… وعصر الأفكار وعصفها… الذي تحتاجه الإرادة فقط وتغليب المصالح العليا المتمثلة بالنظام العام واحترامه مع ذوبان الذات (الضيقة) جداً… وهذا لن يكون إلا عبر (غربلة) دقيقة لتنقية (الزيوان) من القمح…!!‏‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]