سفراء بلا مراسيم ولا مراسم..”الهويّة السورية ” وانتزاع الفرص الصعبة

 

خرجت سورية فعلاً من شرنقة الحصار الاقتصادي ، وباتت على مشارف أفق جديد ، يبدو بعيد باستشرافاته الواقعية في الحقيقة ، لايكترث كثيراً لأدبيات البروتوكول ، فنحن هنا في مثل هذه المقامات أمام فعل اقتصادي لا يجيد التعاطي إلّا بلغة الرقم والمعطى المادي الملموس.

انكسرت قرارات الحصار بتوقيع معاكس جرى هنا في سورية  بـ” أقلام ” سفراء المهمات الصعبة ..رجال أعمال مسكونون بالهم الوطني ، أعادو ترتيب أوراقهم على عجل متجهين نحو مفازات أسواق “رد النسغ ” والانتعاش إلى أوصال الاقتصاد السوري ، ومعززين بائتلاف جدير بالتأمل ، قوامه اتحادات اقتصادية وهيئات البزنس الوطني النشط ..اتحاد المصدرين السوري ..اتحاد غرف التجارة …غرفة صناعة دمشق وريفها.. إنها ثلاثية “الانتصار الاقتصادي” و إعادة الروح إلى منتجات الخصوصية السورية ، التي باتت هوية حقيقية عابرة للحدود، بتشاركية وتناغم رائع مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية .

على الأرجح الحكاية لم تعد مجرد حالة كرنفالية ، تلك التي يلخصها العنوان الجديد للنشاط الاقتصادي التصديري “المعارض الخارجية” ، فنحن نقف أمام بوابات ومخارج الأزمة التي تم إشراعها بكلمة السر المفتاحية..ليست إفتح ياسمسم هذه المرّة ، بل إفتح أيها الأفق ، فالعالم أرحب من أن تختصره أدبيات الحصار.

آخر ماحرّر كان معرض بغداد لما “صنع في سورية” البلد المتمرّد على كل الإرادات السوداء الساعية للنيل من سيادته ، وربما يكون من اليسير التقاط الكثير الكثير من الاستنتاجات المفعمة بالتفاؤل ، عبر تظاهرة المنتج السوري في بغداد ، ولعل الأبلغ في هذا المطرح الخصب ، كانت عبرة التحالف لأجل سورية ، التي برعت الاتحادات المشاركة والقائدة فيه ، بتقديم صورة ناصعة عن مخرجات مكنة الإنتاج السورية الراقية.

 

200 شركة متخصصة كسرت الأطواق ، حاملة إلى الأشقاء العراقيين مالذّ وطاب وجاد مما أبدعته الأيدي السورية عالية المهارة ، و لاقى اهتماماً ورواجاً كبيراً منذ بدء فعالياته، وتكفل بمتوالية توافد لافت للزبائن في رحاب حيز مكاني هناك ، كان بمنزلة السفارة السورية الاقتصادية في بغداد ، حيز احتضن  رسائل “الحذاقة الإنتاجية ” السورية  بعد انقطاع فرضته ظروف الحرب في البلدين، اللذان بدءا يرسمان معالم التبادل التجاري بغية إعادته إلى سابق عهده ،

من خلال إعادة التشبيك بين المنتجين السوريين والتجار العراقيين مجدداً عبر إبرام العقود التصديرية.

المعرض شهد توقيع صكوك التواصل الفاعل ، التي تمثلت بالعديد من العقود شملت جميع المجالات، سيترك آثاره الإيجابية على تطوير الصناعة المحلية لاحقاً وتنشيط حركة صادراتنا على نحو مبشر كما يخطط له اتحاد المصدرين وغرفة صناعة دمشق واتحاد الغرف التجارية بدعم من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، ليحققوا بفضل هذا التعاون نجاحاً لافتاً سينعكس جدواه على الاقتصاد المحلي عموماً، منهين عام 2017  بفعالية اقتصادية نوعية تؤسس لإقامة معارض قادمة في المدن العراقية الأخرى ودول عربية وصديقة وعالمية ضمن فعاليات “صنع في سورية”، الذي أعلن أنه سيكون شعاراً لعام 2018.

ليست نرجسية ذاتية أن نبدي شغفنا بما حققه رجالات أعمال بلدنا سورية ، بل هي أصداء راجعة من هناك على ألسنة تجار عراقيين وصفوا المعرض عند زيارته بأنه “ثورة اقتصادية سورية حقيقية في بغداد”، داعين إلى تطوير هذه التجرية، لتشمل إقامة معارض خارجية في المدن العراقية الأخرى، من أجل الترويج للمنتج السوري وإعادة ضخه في الأسواق العراقية بمعدل أكبر من فترة ما قبل الأزمة.

لا يبدو إياد محمد خازن اتحاد المصدرين، من هواة الاستئثار بحصيلة النجاح وتجييرها لصالح اتحاد المصدرين ، فهو يرجع أسباب نجاح معرض “صنع في سورية” إلى التعاون الجماعي بين اتحاد غرف التجارة وغرفة صناعة دمشق وريفها واتحاد المصدرين بمظلة حكومية ممثلة بوزارة الاقتصاد، محققين أول نجاح تشاركي حقيقي على الأرض في أكبر معرض خارجي حتى قبل الأزمة بمشاركة قرابة 193 شركة سورية في كل المجالات الاقتصادية.

محمد يشدد بكثير من التفاؤل على أن هذا النجاح أعاد الألق للبضائع السورية وإيصالها إلى السوق العراقية، مع إرسائه للبيع المباشر للبضائع المحلية والتواصل مع البيت العراقي، كما مكن التاجر والصناعي والمصدر من وضع قدم ثابتة في هذا السوق الهام من خلال إعطاء وكالات تجارية وتوقيع عقود توريد أسبوعية ودائمة لجميع المنتجات المشاركة وأهمها الحمضيات السورية، التي كانت متواجدة باهتمام في المعرض. وأبدى محمد استناداً لنتائج الهامة القادمة من معرض “صنع في سورية” تفاؤله بالعام الجديد، الذي اطلق عليه عام التحالفات الاقتصادية، التي ستكون عامل قوة إضافية لإثبات قوة المنتج السوري ونوعيته الممتازة، الذي ستؤهله لدخول أسواق جديدة بفضل تحالف التجارة والصناعة والمصدرين بتوجيه حكومي.

الخبير السوري

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]