مخططات عمرانية “للحديدي الحجازي” وآفاق جديدة لشبكة الضواحي والجديد قروض صينية ميسرة

 

تعطي أجناس وخصوصية المشاريع التي تتصدى لها المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي مؤشرات ودلالات بأن هذه المؤسسة ذات الطابع الريعي ليست مجرد جهة تكتفي بتسيير مقطورات تراثية تضخ الخدمات والمعنويات، بل نحن أمام منصة اقتصادية دخلت في عمق الاستثمار الذي لم يقوى عليه الآخرون، لتتجلى الجسارة على أشدها في التصدي لمشروعات تحتية تصنف على أنها من درجة حيوية وغير تقليدية تتطلب طاقات وكفاءات واجتهادات للمواجهة والإنجاز والأهم النجاح، وإذا كانت ثمة ظروف موضوعية وخارجة عن الإرادة قد تدخلت لتمهل أو توقف العديد من الجبهات والخطط فإن الإقدام على مشروعات إنشائية ضخمة وعقود لبنى تعيد تشكيل العاصمة بنيوياً وخدماتياً يجعل وضع “الحجازي” في خانة المؤسسات الرائدة والناجحة حق مكتسب وليس منة وترويجاً ينسج من فراغ.أمام أمام أما

على أكتاف هذه المؤسسة حملت أثقال مشاريع استراتيجية أكبر من مستوى استثمار عقارات أو توظيف أصول وتنشيط أملاك وتحريك موارد، ليغدو مشروع نقل الضواحي الذي ولدت فكرته – حسب حسنين علي – مدير المؤسسة من عدة عوامل منها الرغبة في حل أزمة النقل ضمن المدينة وضواحيها نظراً لحجوم النقل اليومي القادمة والمغادرة لمدينة دمشق يومياً، لاسيما أن موقع شبكة المؤسسة في المنطقة الجنوبية وخاصة في دمشق وريفها مناسبة جداً لأن تلعب الشبكة بعد تطويرها دوراً مميزاً في حل أزمة النقل.

وهنا يفند علي  استراتيجية النقل التي تعتمد بشكل أساسي على تعدد وسائل النقل وتكاملها وهذا بدوره يعطي “السكك الحديدية” فرصة مميزة لأن تأخذ على عاتقها الدور الأساسي في ذلك، ومع توسع المناطق السكنية المحيطة بدمشق حالياً وإنشاء مناطق جديدة يجري حالياً الإعداد للمخططات العمرانية ليكون لها مكان مناسب ضمن هذه المناطق ما يتيح آفاق جديدة لشبكة الضواحي مستقبلاً.

ويؤكد مدير المؤسسة بأن مشاريع الأنفاق (نفق الحجاز القدم – نفق الحجاز جسر الشيراتون ) شكلت المرحلة الأولية الأساسية في البنية التحتية لمشروع شبكة  نقل الضواحي حيث يتم تنفيذ هذه الأنفاق بمواصفات قياسية لقطار كهربائي يتسع لثلاث خطوط ( نفق الحجاز القدم ) وخط مزدوج لقطار كهربائي لنفق الحجاز جسر الشيراتون.

ولا يخفي علي دلالاته أنه من خلال الأزمة الحالية قد تكون السكك الحديدية هي إحدى أهم وسائل النقل وباتت ضرورة ملحة للإسراع بتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يشمل المحاور التالية – محور دمشق – دمر – الهامة بطول 12 كم – محور دمشق – الكسوة – الدير علي بطول 30 كم – محور دمشق – المعضية – عرطوز – قطنا بطول 27 كم  – محور دمشق – المعضمية بطول 30 كم وهو محور جديد ذو أهمية كبيرة حيث سيكون صلة الوصل بين مدينة دمشق والعالم عبر مطار دمشق الدولي, حيث تم إعداد الدراسة التنفيذية وتحضير إضبارة استملاك الأراضي اللازمة لمسار الخط والمحطات، و حالياً يتم دراسة الربط بين محور قطار الضواحي والخطوط الحديدية السورية في محطة مدينة المعارض تجنباً لتشابك النقل مع بعضها وهذه المسارات تشكل محاور شبكة نقل الضواحي في دمشق وريفها.

ولاستكمال عناصر جهوزية  “الحجازي” كانت توجيهات مجلس الوزراء بموجب كتابها 11943\1 تاريخ 22\7\2014  للاستفادة من العروض المقدمة من الحكومة الصينية بخصوص إصلاح وتحديث وإنشاء السكة الحديدية في سوريا على أساس عقد بالتراضي مقابل قرض ميسر من الحكومة الصينية وتم دراسة العرض المقدم من الشركة واقتراح مشروع نقل الضواحي من مشاريع المنطقة الجنوبية لوجود دراسة تنفيذية للمشروع ، علماً أن المؤسسة قامت بتنفيذ جزء من المشروع ( تنفيذ أنفاق القطارات ) ولهذا الغرض تتابع المؤسسة مع الممثل الإقليمي لمجموعة الشركات الصينية والفنيين بالمؤسسة الإجراءات، لتعد الحكومة الصينية بتقديم قروض ميسرة لسورية لتمويل مشاريع النقل وتحديداً مشروع نقل الضواحي، وقد وجهت الوزارة بمتابعة الموضوع بناء على توجهات رئاسة مجلس الوزراء بموجب كتابها رقم 11973 \1 تاريخ 22\7 \2014 والاستفادة من العروض المقدمة ومتابعة مناقشتها حسب خطة الوزارة، ويقول علي أنه تم مؤخراً موافاة الممثل الإقليمي لمجموعة الشركات الصينية بمسودة مذكرة تفاهم باللغتين العربية والانكليزية و ترجمتها، لاسيما أن الشركة والحكومة الصينية مهتمين جداً بالموضوع وبقرض ميسر من الحكومة الصينية.

ولأجل كل ذلك يطمئن مدير المؤسسة بأن الأخيرة بصدد التعاقد مع الشركة العامة للدراسات الاستشارية والفنية لإجراء دراسة أولية (سككية – تشغيلية – اقتصادية – تنظيمية ) مع ماستر بلان وتم الطلب من رئاسة مجلس الوزراء حول إمكانية التعاقد مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية لإجراء دراسة أولية للمشروع وتم رصد الاعتمادات التأشيرية في خطة 2016 ، إلا أن رئاسة مجلس الوزراء وجهت بالتريث حالياً.

كنانة علي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]