تصاعد صدى إشكالية التمثيل الخارجي لموظفي مؤسسة الطيران السورية

 

يستمر الجدل حول التمثيل الخارجي الخاص بالمؤسسة السورية العربية للطيران لجهة الآلية المتبعة في هذا التمثيل والذي لا يزال يعتمد على المحسوبيات والمصالح الشخصية بحسب الكثير من العاملين بالمؤسسة، الذين ساقوا لنا الأدلة على ذلك بالتجديد المستمر من قبل إدارة المؤسسة للموفدين في المحطات الخارجية “مدير إقليمي – ناظر محطة – ممثل مالي – ممثل تجاري” وفق موافقات ممهورة بتوقيع وزير النقل، ورغم أن الموافقات تؤكد على التمديد للموفدين لمدة عام واحد فقط..؟. إلا أن  الإشكالية في هذه الحيثية تكمن باستمرار التجديد، حتى وصل للبعض لمدة خمس سنوات، موضحين أن جميع هذه الموافقات هي بالأساس مخالفة للأنظمة والقوانين الخاصة بالتمثيل الخارجي، وهذا يؤكد بحسب رأيهم أن نظام التمثيل الخارجي في المؤسسة لا يلبي طموحات موظفي المؤسسة وهو مخترقاً من قبل كل الأطراف والجهات الوصائية، وإلا ما معنى إرسال كابتن طائرة للعمل مديراً إقليمياً في المحطات الخارجية، أو مضيف جوي ممثل تجاري أو مالي في إحدى المحطات، ومهندس صيانة ناظر محطة، وهذا غيض من فيض..!.

شكوى

ثمة تحفظ واضح لدى العاملين في المؤسسة على مشروع المرسوم الخاص بالتمثيل الخارجي الذي أعدته المؤسسة في العام 2015 ولم يبصر النور حتى تاريخه، والمعدّ دون أدنى مشاركة لهم فيه، معتبرين الفقرات والمواد المنصوص عليها ظالمة ومجحفة بحقهم، وتتمحور نقاط الاعتراض من وجهة نظرهم حول عدم التزام المؤسسة بالتعليمات الناظمة للتمثيل الخارجي، موضحين أنه منذ قيام وزارة النقل بتشريع موضوع التمثيل الخارجي بموجب أوامر صادرة عنها وفق الأرقام (477، 555، 2222) كانت تتم دراسة هذه القرارات من مجلس إدارة المؤسسة، وللأسف وفق المصالح الشخصية، دون أي اعتبار آخر، حيث كانت توضع الشروط بالقياس على الأشخاص المطلوب إيفادهم دون غيرهم لتمثيل المؤسسة، وليس ضمن شروط عامة ومحدّدة، إضافة إلى تداخل الاختصاصات في المديريات فيما بينها.

ملابسات

بدورها درست وزارة النقل كل الملابسات التي حامت حول التمثيل، وأنجزت مشروع مرسوم للتمثيل منذ عام 2015 يتميز -بحسب مصادر الوزارة – بصعوبة التلاعب به، وأنه ليس مفصّلاً على قياس أي أحد كما يقال ويشاع في أروقة المؤسسة ووزارة النقل “حفر وتنزيل”، وأكدت المصادر أن المشروع يعتمد على معايير وأسس واضحة لا لبس فيها، ولا يسمح في الوقت ذاته التدخل العلني لمجلس إدارة المؤسسة في فقراته وبنوده.

جديد

ولعل الجديد في الموضوع هو ما قامت به وزارة النقل من إجراء إسعافي لضبط  التمثيل الخارجي بالمؤسسة والابتعاد عن الشبهات، وذلك من خلال الاعتماد على   ثلاث بنود تضمنها قرار صادر عن الوزارة في هذا الخصوص، الأول يتعلق بإعلان المؤسسة عن افتتاح دورة للعاملين المرشحين للتمثيل الخارجي وفق النظام المعتمد الحالي والصادر بالقرار 2222 لعام 2010، بما يؤمن استبدال الموفدين القائمين حاليا مع الالتزام بتعليمات رئاسة مجلس الوزراء رقم 18591/1تاريخ 26/6/2014 الخاصة بالالتزام بموفد واحد فقط  في كل محطة  وذلك لضغط النفقات، ويشير البند الثاني إلى البدء بإعداد نظام تمثيل خارجي جديد يلبي حاجة ومتطلبات المؤسسة المستقبلية وذلك بالسرعة الكلية، فيما يبين البند الثالث استمرار تمديد إيفاد العاملين القائمين حاليا في المحطات الخارجية لحين صدور نتائج الدورة المراد الإعلان عنها.

ويشار في هذا السياق إلى أن الوزارة أصدرت بوقت سابق قليلاً للقرار الآنف الذكر، قراراً حمل الرقم 741  تاريخ 18 من الشهر السادس من العام الحالي القاضي بتمديد إيفاد مندوبي مؤسسة الطيران السورية العاملين في المحطات الخارجية اعتبارا من 1/5/ 2017 ولغاية التحاق البديل.

شكوك

وبينت الشكوى التي تقدم بها أكثر من عشرين موظفاً يمثلون المديريات التجارية والمالية والعمليات الأرضية والجوية إلى وزارة النقل -والتي حصلت “البعث”على نسخة منها- أن المؤسسة لم يعد لها أي دور في موضوع التمثيل الخارجي في ظل البنود الثلاث والقرار السابق لها، أن التمديد والإيفاد أصبح بيد الوزارة، موضحين أن البندين الأول والثاني بقيا حبرا على ورق نظرا لعدم قيام المؤسسة بأي شيء يذكر حتى الآن تجاه تنفيذ البنود كإقامة دورات مثلاً.. ؟ متسائلين حول مدى مصلحة المؤسسة في عدم تنفيذ هذين البندين، وما الغاية من تجاهل توجيهات الوزير بهذا الخصوص..؟ ولماذا لا تباشر المؤسسة بإعداد نظام تمثيل خارجي لها وبالسرعة الكلية وذلك حسب توجيهات الوزير..؟

وبموجب الشكوى قدّم العاملون العديد من الشواهد التي تثبت صحة أقوالهم منها على سبيل المثال إيفاد طيار ومضيف جوي تكلفت المؤسسة لتأهيلهم عشرات الآلاف من الدولارات، وكذلك قامت بإيفاد مهندسي الصيانة الذين يتبعون دورات لا حصر لها من أجل الاختصاص في العمل، فرغم حاجة المؤسسة لهذه الاختصاصات ضمن مديريات، إلا أنها قامت بإيفادهم لتمثيلها خارجياً، إضافة إلى قيام المؤسسة بتمديد إيفاد الموظفين دون النظر في مراعاة قرارات وتوجيهات الوزارة بخصوص الإيفاد لاسيما لجهة انتهاء مدة إيفادهم، موضحين في شكواهم كيفية إيفاد موظفين لم يتبعوا دورات تمثيل خارجي، وهذا ما حصل في الإيفاد الأخير الذي تم في المؤسسة، حيث اتبع موظفو المؤسسة دورة بموجب قرار وزارة النقل رقم 2222  إلا أنه لم يصدر عن الوزارة أية قوائم نجاح بأسماء الموظفين الخاضعين لهذه الدورة، حيث اعتبرت الوزارة وبموجب قرار صادر عنها أيضاً الدورة المذكورة دورة “اطلاعية” لا أكثر، ولا يمكن البناء عليها في موضوع التمثيل الخارجي.

جاهزية المشروع

نقلنا هذه الإشكاليات وما ينتابها من مخالفات إلى مدير عام المؤسسة الدكتور مصعب رسلان، الذي اكتفى بالإشارة إلى أن المؤسسة أعدت مشروع نظام للتمثيل الخارجي  أكثر مرونة من الحالي، معتبراً أنه في صالح الموظفين بشكل عام وذلك حسب توجيهات الوزارة، مطالبا العاملين بعدم التسرع في الحكم على مشروع المرسوم، مفضلا عدم الخوض في التفاصيل لحين صدوره، مكتفيا بالقول: إن المشروع اعتمد في فقراته وبنوده على المشروع المرسوم المعد في 2015 مع بعض التعديلات عليه..!.

ما نأمله  من وزارة النقل والمؤسسة السورية للطيران أن تقدّما نظاماً تمثيلياً للمؤسسة يليق بسمعة سورية بعيداً عن السلطوية المتبعة ومصالح شخصيات وأفراد، وأن تسارع الوزارة لاعتماد المشروع والإعلان عن دورة للعاملين وفق النظام الجديد وأن يأخذ موظفو السورية للطيران حقهم في التمثيل الخارجي.

يذكر أن لدى المؤسسة 14 محطة خارجية ويعمل في كل محطة “مدير إقليمي – ناظر محطة – ممثل تجاري  ممثل مالي” وأن مدة التمثيل يجب ألا تتعدى ثلاث سنوات، وفق الأنظمة والقوانين المتبعة.

محمد زكريا

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]