يحصل في سورية …زواج المجانين وارد شرعاً “ولله في خلقه…”

 

 

راودتنا ذات الشكوك التي كانت تدور في ذهن محمود المعرواي القاضي الشرعي الأول بدمشق حول زواج إحدى الفتيات التي تكفي نظرة واحدة إليها لمعرفة وضعها الصحي سواء الجسدي أو الذهني “فاقدة للأهلية” في حين يتمتع الشاب (العريس)  بكامل أهليته الصحية والعقلية وهذا ما زاد سوء الظن في شرعية هذا الزواج الذي أخفى في حقيقته قصة حب لا تقل في ما تجسده من معاني الوفاء وقيم الإخلاص والتضحية والحب.. ما تختزنه ذاكرة التاريخ عن حب  قيس وليلى وروميو وجوليت، فهذا الشاب كان خاطباً للفتاة قبل أن تتعرض للحادث  الذي افقدها النطق والسمع وأذاها دماغياً ولكنه أصر على الارتباط بها رغم إصابتها ومتابعة رحلة العمر معها على متن قطار الزوجية .

وطبعاً هذه القصة التي كنا من بين الشهود عليها كانت محور حديثنا مع المعرواي الذي بين أن المادة 15 من قانون الأحوال الشخصية اشترطت العقل والبلوغ  في الزوجين لتحقيق أهلية الزواج،  ولكن المشرع أجاز أن يكون أحد الزوجين فاقد للأهلية (مجنون سفيه أو مغفل ) وأعطى الصلاحية بتزويج المجنون أو المجنونة إذا تم الحصول على تقرير طبي يثبت أن الزواج قد يسهم في الشفاء وأنه لا يشكل خطراً على الزوج أو الزوجة حسب نوع الجنون حيث يحال الموضوع إلى الطبابة الشرعية ويسأل إذا كان الزوج أو الزوجة فاقد لأهلية للزواج  وفيما إذا كان الزواج يؤثر في شفائه أو يؤكد عدم وجود عائق طبي لإتمام الزواج .

وأضاف المعراوي إذا اثبت عدم وجود ضرر على المجنون أو المجنونة، فالقاضي يأذن بالزواج ويعين قيّم ويتم عقد الزواج وحيث يتم تبادل ألفاظ وعبارات عقد الزواج بين القيّم والطرف الآخر كما حصل أمامنا .

وعن الحالة التي كنا شهودا عليها قال المعراوي :الفتاة لا تسمع ولا تستطيع النطق وهي شاردة الذهن غير مدركة ولذلك أحلتها إلى الطبابة الشرعية التي لم تجد أي عائق طبي للزواج وأقرت بأهلية الفتاة، ولكن وللتأكد ولتكوين قناعة تامة  قمت باستدعاء خبيرة الصم والبكم المعتمدة من قبل وزارة العدل والتي أكدت أن وعي الفتاة غير مكتمل على الإطلاق نتيجة حادث حصل معها منذ حوالي السنتين تسبب في أذية دماغية وجعلها غير مكتملة الأهلية أي ناقصة إلى درجة الانعدام وعلمنا أيضاً أن هذا الزواج يساهم في العلاج والشفاء ولذلك وضعنا والدتها قيمة كونها ليس لديها مانع على الزواج، فتم عقد قرانهما خاصة أن الشاب الشهم يرفض التخلي عن خطيبته يرغب الزواج من الفتاة  بغض النظر عن وضعها وتم تحديد  المهر مليون متقدم غير مقبوض ومليون متأخر لضمان حقوق الفتاة . وأكد المعراوي أن هذه الحالات نادرة  فخلال السنوات الأربع الماضية مرت حالتان فقط .

بشير فرزان

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]