الملخصات التجارية بديل “قهري” للكتاب الجامعي…تجارة حيث “الحاجة أم الاختراع”…

 

دمشق- الخبير السوري

مع انطلاق العام الدراسي الجديد يبدأ طلاب الجامعات رحلة البحث عن الكتب المخصصة لمقرراتهم ويعود التزاحم أمام المكتبات داخل الكليات وخارجها للحصول على المحاضرات والملخصات المطلوبة في مشهد يزداد وضوحاً كلما اقترب موعد الامتحانات.

 

آراء

يقول مؤمن غالي سنة أولى علم اجتماع: “الأساتذة طلبوا منا شراء الكتب ولكن نظراً لضخامتها وكثافتها قررنا الاعتماد على المحاضرات لأنها مختصرة”، بينما يشير الطالب غالي إلى الاستغلال الممارس من بعض المكتبات بحق الطلاب من ناحية الأسعار ورسوم الاشتراك إضافة إلى قدم المحاضرات وعدم وضوحها في كثير من الأحيان.

 

مليئة بالمعلومات الخاطئة وغير الدقيقة

 

الدكتورة فاتنة الشعال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية حذرت من أن الملخصات والنوط “مليئة بالمعلومات الخاطئة وغير الدقيقة” موضحة أن الكلية عملت على إصدار ملخص أو أملية للمقررات التي لا يتوافر الكتاب الخاص بها وبإشراف الأستاذ المختص يطبع في مطابع الجامعة بسعر مناسب.

إياد مستو سنة أولى أدب انكليزي أكد “أنه لم يستطع شراء الكتب المقررة لارتفاع ثمنها حيث يصل سعر أحدها إلى ثمانية آلاف ليرة سورية واقتناء نسخة كاملة يكلف 40 ألف ليرة لذا قررت الاشتراك بالمكتبة بنحو خمسة آلاف ليرة للفصل الأول”.

ولدى مراجعة الدكتورة الشعال بالأمر قالت: إن الكلية عملت على نشر المحتوى العلمي لبعض المناهج التي لا تتوافر لها الكتب على موقع الكلية الإلكتروني وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ومن طلاب السنة التحضيرية للكليات الطبية أشارت ماريا شلهوب إلى معاناتها الكبيرة لتأمين الكتب المطلوبة حيث إن عددا كبيرا منها تأخر توفيره في مستودع الجامعة لذا يعمل الطلاب على إحضار ملخصات.

 

أصحاب المكتبات: خدماتنا مقتصرة على التصوير وتأمين القرطاسية

 

وعند محاولة استطلاع آراء أصحاب المكتبات والعاملين فيها رفض الكثير منهم التحدث في هذا الموضوع إلا أن باسمة السراج من مكتبة العائدي اكتفت بالقول: “إن الخدمات التي يقدمونها للطلاب تقتصر على التصوير وتوفير القرطاسية بأنواعها فقط وليس هناك أي محاضرات يقدمونها للطلاب بموجب اشتراك رسمي”.

الدكتور محمد الغريب نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا اعتبر أن اقتصار الطلاب على المحاضرات أو المعلومات التي يتم طرحها بالمكتبات أمر مزعج لرئاسة الجامعة، مشيرا إلى أن الجامعة تدعم الكتاب الجامعي بشكل كبير وتغطي تكاليفه ليباع للطالب بأسعار مناسبة.

وبالنسبة لغلاء ثمن بعض الكتب في قسم اللغة الإنكليزية يشير الدكتور الغريب إلى أن للقسم خصوصية فيما يتعلق ببعض الكتب التي يتم شراؤها عن طريق دور النشر أما بقية الكليات بشكل عام سواء الطبية أو الهندسية أو العلوم الإنسانية فتؤكد رئاسة الجامعة دائما على أن يكون الكتاب الجامعي أساسيا فيها.

وتجتمع لجنة التأليف والكتب في جامعة دمشق دوريا كل شهر كما يقول الدكتور الغريب لدراسة الطلبات المقدمة من أعضاء الهيئة التدريسية سواء لتأليف كتاب جديد أو لتعديل كتاب موجود وفي حال نفاد طبعة كتاب تتم طباعته مجددا.

التعليم العالي: الملخصات غير كافية

وعممت وزارة التعليم العالي منذ بداية العام الدراسي الحالي كما تؤكد الدكتورة سحر الفاهوم معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي على جميع الجامعات السورية والمعاهد العليا عدم الاكتفاء بالملخصات التي تباع في المكتبات وضرورة الالتزام بالكتب والمراجع المقررة في هذا الشأن.

وتعتبر الدكتورة الفاهوم أن المحاضرات والملخصات وسيلة من وسائل التعليم لكنها غير كافية ولا بد أن يعود الطلاب إلى الكتاب بكل الأحوال لاستكمال ما ورد من معلومات في المنهاج مشيرة إلى أنه يحق للاستاذ الجامعي أن يضيف نسبة 20 بالمئة معلومات جديدة إلى الكتاب المقرر.

وتبين الدكتورة الفاهوم أن أغلب الكتب الجامعية يتم تأليفها من خلال الترجمة وتجميع المعلومات وقلة من يؤلفون داعية في هذا الصدد إلى زيادة التعويضات الخاصة بالتأليف لكي تكون عاملا مشجعا.

ويبقى الكتاب الجامعي من حيث توافره ومضمونه العلمي أحد معايير الجودة العلمية في أي جامعة وتحرص الجامعات الكبرى على تعميم كتبها وأسماء مؤلفيها وتعزيز مكانتهم الأكاديمية ما يحسن سمعتها ويعطيها درجة أفضل على سلم ترتيب الجامعات في العالم لذلك لا بد من إعادة النظر في سياسة التأليف الجامعي من حيث دقة التوثيق والمصداقية العلمية والبدل المادي الذي يعطى للمؤلف أيضا بحيث تصبح العملية مجدية علميا وماديا وتضع جامعاتنا في الموقع المرموق الذي تستحق.

سانا

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]