لا تطمئنّوا لـ”بحبوحة”الكهرباء فالشتاء بدأ…الوزارة تحذر وتنبّه..

 

 

لم يكن هو التعميم الأول ولكن نأمل أن يكون الأخير، بمعنى ضرورة اهتمام و التزام كافة المعنيين سواء كانوا وزراء أو مدراء وعاملين، في الجهات العامة وفي مختلف المحافظات، بالمتابعة الفعالة لتطبيق قانون الحفاظ على الطاقة رقم 3الصادر عام 2009.

أخر تلك التوجيهات كان البلاغ رقم 16 / 15 / ب، الصادر في العاشر من الشهر الماضي، وقبله كان في الثالث من الشهر الحادي عشر عام 2014 ، وقبله وقبله أيضا تعميم حكومة العطري بضرورة تطبيق تعليمات وآليات الحفاظ على الطاقة الكهربائية في الأبنية والمنشآت والمرافق الحكومية، وللتذكير كان يتضمن التعميم أنذلك في أحد بنوده، “أن قيمة الوفر المحقق سيتم توزيعها على كافة العاملين في الجهة التي يمكنها تحقيق عدم الهدر وبالتالي الوفر”، أما في البلاغ الأخير ونتيجة للظروف، فإن ذلك البند لم يعد موجود، والذي كان يشكل حافزا هاما للتقيد بتطبيقات الحفاظ على الطاقة في كل الجهات العامة.

زمن “البحبوحة

حافز في زمن ” البحبوحة الكهربائية” لم يكن ليحفز من تعود الإسراف والتبذير، لكون المسؤولين عن حسن تطبيق تعاميم الحفاظ على الكهرباء، لم يألوا الموضوع الاهتمام الذي يستحق والمتابعة في الثواب والعقاب، الأمر الذي أدى لتميع الموضوع نظرا للامبالة والاستهتار في التعاطي معه، حسب ما كشفه مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء ، الذي أكد أنه ورغم إحداث وحدة تنظيمية مسؤولة عن تطبيق أحكام القانون والحفاظ على الطاقة في مختلف الجهات العامة سواء على مستوى مديرية في الوزارة أو دائرة في المؤسسة أو الشركة وغيرها.

نتائج مخجلة

الدكتور يونس علي مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة في وزارة الكهرباء، وحول استيضاحنا لنتائج عمل تلك الوحدات وتقييم المركز كونه الجهة المشرفة على متابعة نتائج عملها، كشف عن أن النتائج تكاد لا تذكر بشكل عام، إلاَّ ما عدى عدد من الجهات التي التزمت ( والتي لا نعلم سوى وزارة الكهرباء كانت ملتزمة بشكل لا بأس به).

ولأجل تفعيل قضية الترشيد والحفاظ على الطاقة على مختلف المستويات وفي كل المحافظات، كشف علي عن الاستعداد لإطلاق حملة وطنية واسعة بالتعاون مع وزارة الإعلام في منتصف الشهر الجاري، حيث كان هناك لقاء مؤخرا بين وزيري الوزارتين للتنسيق والتعاون وإعداد كل ما يلزم لإطلاق الحملة الوطنية في مختلف وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وحتى الإلكتروني، وكذلك بالتعاون مع كل المعنيين والشركاء في الحفاظ على الطاقة الكهربائية.

ترهل ولا مبالاة

كما كشف عن قرار لوزارة الكهرباء بتشكيل لجنة في المركز الوطني لبحوث الطاقة، مهمتها القيام بجولات ميدانية فجائية على مباني ومنشآت الجهات العامة للتأكد من حسن تنفيذ تعميم رئاسة مجلس الوزراء الخاص بالحفاظ على الطاقة الكهربائية، الذي لا تقوم الجهات المعنية والمسؤولة في المؤسسات والشركات وحتى الوزارات، بما عليها كما يجب، بسبب عدم الاهتمام والترهل في التجاوب مع مثل هكذا تعاميم غاية في الأهمية.

وفي إشارة تحذرية أطلق مدير مركز البحوث  تنبيها خص به المواطنين المستهلكين المنزليين للطاقة الكهربائية، من الركون لحالة “الارتياح الكهربائي” الملموسة بكل وضوح التي تشهدها كافة المحافظات والمناطق، لافتا إلى أن هذه الحالة لن تكون بالشكل الحالي في الشتاء حيث الزيادة والذروة في الإستجرار الكهربائي بنتيجة اشتداد الضغط على الطاقة من خلال اللجوء للكهرباء لتسخين المياه والتدفئة، ولأجل ذلك طالب علي بالتفاعل الإيجابي مع الحملة الوطنية المكثفة للحفاظ على الطاقة، والعمل على ترجمة التوجيهات والتعليمات الخاصة بذلك، كي تبقي منظومتنا الكهربائية في أحسن أحوالها توليدا ونقلا وتوزيعا، ما يمكنها من إيصال التغذية لكافة المشتركين بالوثقية والاستدامة المناسبتين في مثل هكذا ظروف تراجع في الإنتاج نتيجة الاستهداف الإرهابي الممنهج لهذا القطاع الحيوي.

وفر هام بـ

وفي مؤشر إلى ما يمكن للمستهلك المنزلي توفيره بتطبيق تعليمات الترشيد والحفاظ على الطاقة، أكد أن عملية الانزياح لعمل الأجهزة الكهربائية كالغسالة والسخان مثلا لما خارج الفترة الممتدة من الساعة الـ 5 إلى الـ 10 ليلا، يمكن أن يخفض قيمة الفاتورة شهريا، إذ أن ما يصرفه السخان يمكن أن يرفع الفاتورة لنحو 20 ألف ليرة، بينما لو اتبع التعليمات الخاصة بأوقات تشغيله لأنخفض الاستهلاك كثيرا وبالتالي الفاتورة، كما أن استخدام المصابيح الموفرة للطاقة سيحقق وفرا ماليا أيضا، ما يعني أنه وبتطبيقات بسيطة لحسن إدارتنا لاستهلاك الكهرباء، سيقلص إجمالي فاتورتنا الكهربائية العامة والخاصة، ويمكن الشبكة من الاستمرار بوثوقية وأداء أفضل، ما يحد كثيرا من الحمولات الزائدة غير المبررة وبالتالي من الانقطاعات والتقنين.

استعداد تام..

وشدد مدير مركز بحوث الطاقة، أن ما على المواطن من مسؤولية والتزام يجب ممارستها حفاظا على استقرار الكهرباء واستدامة عمل منظومتها، التي قامت الوزارة والشركات التابعة لها بما عليها من تحضيرات واستعدادات فنية، تركيب وتبديل وصيانة وإصلاح، شملت كل مفاصل شبكتنا ومنظومتنا الكهربائية.

قسيم دحدل

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]