تصريحات إعلامية رنانة وفي الواقع موظف يمتهن العرقلة

 

مع كل تأكيد وتشديد من قبل (وزير أو محافظ أو مدير) على ضرورة تأمين متطلبات المواطنين بالسرعة الممكنة وبأسهل السبل والاستعداد الدائم لتلبية حاجاتهم وتذليل الصعوبات التي تعترضهم  والتعامل مع بكل احترام ومسؤولية وبنزاهة بعيداً عن الاعتبارات الشخصية ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، يصر بعض رؤساء الدوائر والموظفين في المؤسسات والمديريات على مخالفة التوجيهات والتأكيدات، فمبدلاً من  تقديم أفضل الخدمات للمواطنين يبحث الموظف على أصعب وأعقد الإجراءات ليصدم ويوصد الباب في وجه المراجعين الذين “يعدون للألف” قبل مراجعة دائرة خدمية وخاصة أنهم يعلمون مسبقاً وجود بعض  موظفين لا يهنأ لهم العيش إلا بعرقلة معاملات المواطنين، ليفيد من التقيناهم أن بعض الموظفين لديهم عقدة نفسية من المعاملة المستكملة كل الأوراق المطلوبة لذا يبحث عن ثغرة من هنا وهناك حتى أنه يختلق طلباً أو يعترض على شيء رغم صحته، مستغربين ومتسائلين لماذا تنحل أمورهم وتسير معاملاتهم بسرعة كلية عند وصول الشكوى على طاولة الجهات الأعلى ويأتيهم “الهاتف من فوق”.. !؟

ولم تك أسئلة المواطنين واستغرابهم من نسج خيالهم لاسيما أننا تابعنا أكثر من شكوى شفهية عن بعض الدوائر الخدمية مع المدراء أو أحياناً بالتواصل مع الوزير المختص، لتأتي توجيهاتهم خير دليل على صدق كلام المواطنين الذين أصبحوا يبحثون عن الواسطة قبل مراجعتهم للدوائر الخدمية في ظل تعنت الموظفين وتمسكهم بالروتين القاتل بالرغم من تأكيدات المعنيين من خلف الشاشات على تطوير آلية العمل والتركيز على تأهيل وتدريب العاملين .

ويعزو خبير إداري هذا الترهل والخلل إلى عدم وجود حافز مادي، وعدم تشجيع الكفاءات مما يؤدى إلى انخفاض مستوى الأداء الحكومي، إضافة إلى الغياب والتأخر عن العمل الرسمي فتتراكم الأعمال شيئاً فشيئاً ويترتب على ذلك سوء العلاقة بين المواطن والدائرة الحكومية حيث يشعر المواطن بأن أحداً لا يهتم بتقديم الخدمة المناسبة له،  فيلجأ إلى الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحصول على الخدمة المطلوبة حتى ولو أدى إلى الرشوة أو اللجوء إلى المعارف والأصدقاء .

واعتبر الخبير الإداري أن إهمال برامج التدريب يشكل سبباً للتسيب الإداري ونتيجة من نتائجه، فهو سبب من أسباب التسيب لأن الموظف غير المدرب والمؤهل لا يستطيع أن يقوم بواجبات وظيفته كما ينبغي وبالتالي يصبح عاملاً من عوامل التسيب، الذي من نتائجه هبوط مستوى الأداء الإداري و برامج التدريب التي تنظم وتنفذ دون تخطيط ودراسة وبالتالي تفقد أي أهمية لها في رفع مستوى الأداء. لافتاً إلى سوء في توزيع الموظفين والهيكلية الإدارية، حيث يشاهد دوائر مكتظة بالموظفين لا يوجد عليهم ضغط في العمل وفي ذات الوقت هناك دوائر تعاني نقص حاد في الموظفين مع وجود عدد كبير من المراجعين يومياً .

وآخر القول وكيلا نكون متشائمين هناك جزء كبير من الموظفين يحافظ على أدائه في العمل رغم كل الظروف الراهنة والصعوبات المحيطة بهم..وهؤلاء هم من يمثلون الوجه الأبيض للمؤسسات.

علي حسون

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]