وزارة السياحة تسهو عن أعمالها وتلهو باستعراضات تطوّعيّة..

 

دمشق-الخبير السوري

انشغال وزارة السياحة عن عدد من الملفات السياحية الملحة والهامة كالسياحة الداخلية والسياحة العلاجية والاستشفائية، مما لا يخفى على أحد أهميتها الاقتصادية والتنموية والتشغلية، واكتفائها بالرعاية للحفلات الموسيقة والطربية هنا وهناك والتسويق لمثل هكذا نشاطات لا تخرج عن كونها فقاعات صابون تتلاش بمجرد انتهاء ليالي سمرها وضوضائها، ربما كان فسحة هامة للعمل التطوعي ليأخذ مداه في الحلول محل الجهات المعنية ممن يفترض بها التخطيط والدراسة المرحلية والاستراتيجية لما نحتاجه من منتجات سياحية من شأنها تحقيق قيم مضافة هامة لما تتمتع به سورية من كنوز طبيعية وأوابد تاريخية وأماكن استقطاب وجذب سياحي بامتياز لا تزال غير مستثمرة اقتصاديا وسياحيا بالشكل والمضمون المناسبين.

في هذا الجانب المُغَّيب وتحت عنوان وإطار تشجيع السياحة الداخلية، وبغية تسليط الضوء على المناطق السياحية المغمورة في سورية أقامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق معسكرها السنوي الثامن والعشرين بدعم من مجموعة الحضارة الدولية وذلك على ضفاف بحيرة 16 تشرين في مشقيتا – بلدة الطارقية بمحافظة اللاذقية، تخلله تشييد أكبر منارة خشبية في تاريخ سورية والشرق الأوسط بطول ثمانية عشر متر لتضيء سماء بحيرة 16 تشرين بمشاركة 120 متطوعا.

مديرة العلاقات العامة في الجمعية إيمان عبود بينت أن الهدف من المعسكر والأعمال التي تنتج عنه يتمثل بترسيخ الجمعية خلال هذا العام لمساعي تسلط الضوء على المنطقة المحيطة والمساهمة في تنمية الأرياف السورية وبالتالي تنمية المجتمع والقرى الموجودة فيه، عبر لفت الانتباه إلى الثروات الطبيعية التي يمكن استثمارها سياحياً واقتصاديا، بالإضافة إلى لفت الانتباه للحالة المعيشية والاقتصادية في تلك المناطق التي تحتاج فعلا لوضعها في دائرة الضوء والتسويق والترويج السياحي لها كي تشكل نقاط جذب سياحي داخليا وخارجيا، خاصة وأنها تتمتع بمزايا سياحية هامة كامنة يمكن من خلال التوظيف والترويج الأمثل لها جعلها أحد المقاصد السياحية الطبيعية الهامة.

وأكدت عبود في هذا السياق أن ما تقوم الجمعية به ضمن قرية خربة سولاس المجاورة لأرض المعسكر والتي تضررت إثر الحرب، يأتي في سياق ما تم ذكره أنفا، وذلك  بغية المساهمة في إعادة تنمية المجتمع المحلي وتلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية للقرية وأهلها، وتركيز الاهتمام بجزيرة الغزلان بغية تحويلها لمحمية طبيعية واستثمار منطقة بحيرة 16 تشرين سياحياً بطريقة مبدعة وغير مسبوقة ضمن سورية، موضحة أهمية تحقيق ذلك في تحقق مردود كبير يعود بالمنفعة على أهالي المنطقة وخلق حالة من التلاحم الفكري بين خلفيات اجتماعية وثقافية متنوعة وتعزيز روح العمل الجماعي وبالتالي الروح الوطنية. يذكر أن معسكر المنارة معسكر تنموي إنتاجي نظمته الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تحت شعار (نار– مي– هوا) واستمر لمدة ثمانية أيام.

بقي أن نقول: لعل وزارة السياحة بإعلانها فتح باب التسجيل والتقدم لاختبار المقابلة في المعاهد التقانية للعلوم السياحية والفندقية حتى الـ 18من أيلول الجاري في معاهد دمشق، وحلب، وحمص، واللاذقية، وطرطوس، والسويداء، والحسكة، للراغبين بدخول عالم السياحة والضيافة، قد يشفع لها -على الأقل – أنها تسعى لاستقطاب جيل من الشباب يؤمن بأهمية العمل السياحي بعيدا عما يمكن أن يلهيه من مصالح ومنافع حضرت في مشهدنا السياحي على حساب نهضة حقيقية شاملة لسياحتنا، اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا، ولو كان العمل تطوعيا.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]