لأول مرّة عبّارة سوريّة للتصدير..معارض خارجية دائمة في 10 دول.. والسماح باستيراد آلات الإنتاج

 

 

نتج عن ثلاثية “الرشاقة – الحيوية – التجاوب” التي طغت على الاجتماع الاقتصادي النوعي الخاص بتقييم نتائج معرض دمشق الدولي برئاسة رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، العمل على وضع رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد المعرض، ليتطور نقاش بين حاضري الاجتماع من الفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة المعنية بالعملية التصديرية، ليأخذ أبعاداً طموحة باتجاه توسيع دائرة التصدير كشرط أساسي للعملية الإنتاجية، فما كان من رئيس الحكومة إلا التجاوب السريع مع ثلاثية أخرى من المطالب الجوهرية حضرت بقوة اجتماع أمس، الأولى شراء عبارة رورو بقيمة نحو 1 مليون دولار خاصة بتصدير البضائع والمنتجات السورية لاسيما الزراعية منها، وقد أضفى اتصال المهندس خميس مع وزير النقل خلال الاجتماع وتوجيهه بعقد اجتماع خاص مع المعنيين لدراسة هذا الأمر، ارتياحاً واضحاً لدى المصدرين الذين اعتبروا أن أولى عقبات التصدير تتمثل بعدم وجود عبارة خاصة للتصدير.

عنوان

وكان مطلب إقامة معارض خارجية دائمة على شكل مولات ومراكز تسويق في عدد من الدول هو المطلب الثاني الذي طفى على سطح تبادل الآراء والأفكار، ليؤكد رئيس الحكومة أن المعارض الخارجية ستكون عنواناً للمرحلة القادمة، موجهاً القيام بدراسة هذا الأمر من قبل هيئة دعم تنمية الإنتاج المحلي والصادرات، والمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، واتحاد المصدرين، وتحديد 10 دول بغية استهداف أسواقها لتوطين المنتجات السورية على رفوف محالها. أما المطلب الثالث الذي وجه المهندس خميس بدراسته فوراً هو السماح باستيراد آلات الإنتاج، لما لذلك انعكاس على تفعيل الإنتاج، وكلف وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بالاضطلاع بهذا الأمر.

رؤية مشتركة

لم يخرج حديث رئيس الوزراء طيلة الاجتماع الذي امتد على مدى ساعتين من الزمن من إطار وضع رؤية شاملة يتشارك فيها جميع الفعاليات لاستثمار نتائج الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي، مشدداً على أن العمل يجب ألا يتوقف على عقود التصدير المبرمة خلال أيام المعرض، بل لابد من العمل على أبعد من ذلك، من خلال وضع رؤية لتطوير التعاون الاقتصادي مع الوفود التي شاركت بالمعرض من جهة، والتواصل مع الصناعيين المحليين للوقوف على معاناتهم وتلافي ما يعيق عملهم، تمهيداً للدورة ستين للمعرض من جهة ثانية. وبالتوازي مع هذه الرؤية طلب رئيس الحكومة من اتحاد المصدرين تقديم اقتراح أسبوعي لتطوير العملية التصديرية. معتبراً أن واقعنا الاقتصادي بحاجة لدورة اقتصادية خارجية لتنشيط التبادل التجاري مع الدول الصديقة وعلى اتحاد المصدرين القيام بهذا الدور نظراً لأن الاتحادات هي من تقود رؤية الأولويات مع الحكومة.

وكشف رئيس الوزراء عن وصول الدفعة الأولى من الأبقار المستوردة اليوم وعددها 1200 رأس، من أصل كمية تصل إلى 16 ألف رأس ستصل تباعاً كل شهر، وذلك ضمن سياق التوجه الحكومي نحو توزيعها على مناطق الريفية في الجغرافيا السورية.

إقلاع

وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل أكد العمل على استثمار النتائج الكبيرة لمعرض دمشق الدولي فيما يتعلق تعزيز التبادل التجاري مع الدول الأخرى من خلال زيادة الصادرات السورية على اختلاف أنواع المنتجات والقطاعات الإنتاجية. مشيراً  إلى التوجه نحو البدء بالإقلاع بالمعارض الخارجية سواء المخصصة للعرض أم المخصصة للبيع المباشر، وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاح هذه المعارض كونها تشكل قاطرة لتصدير المنتجات السورية إلى الخارج، بالإضافة للمقترحات الداعمة لعملية التصدير على اختلاف أشكالها سواء كانت تشريعية أم تنظيمية، أم مسائل إجرائية كفيلة بإزالة المعوقات أمام العملية التصديرية.

وفي سياق متصل بين الخليل أن اللجان المشكلة لتطبيق القرار الحكومي لدعم عملية الشحن للبضائع المصدرة ضمن معرض دمشق الدولي، أتمت عملها بشكل نهائي وتم رفع نتائج العمل، وسيتم العمل مباشرة بدعم عقود التصدير من خلال الشحن كإجراء نهائي، وهذه المسألة فيها مجموعة من الإجراءات المحددة بشكل واضح وسيتم الشحن بنسبة 100% للمنتجات سواء كان شحن جوي أم بري أم بحري، وهناك آلية لهذه المسائل سواء ما يتعلق بالبيانات الجمركية، أم بشهادة المنشأ وغيرها من المسائل الإجرائية التي أصبحت جاهزة تقريباً.

تعافي

رئيس اتحاد المصدرين السوري محمد السواح أكد أنه قريباً سيتم تأسيس مراكز تسويقية في عدد من الدول المستهدفة، معتبراً أنه هذا الأمر جاء على خلفية تعافي صادراتنا التي باتت بحاجة لمثل هذه المراكز، موضحاً أن الخطوة الأولى ستكون إنشاء معارض في هذه الدول، ومن ثم يتم دراسة سوقها، ليصار بناء على هذه الدراسة العمل على إحداث مولات للترويج للبضائع السورية في هذه الدول، مؤكداً وجود كل الإمكانيات والكوادر اللازمة للاضطلاع بهذا الأمر.

تشبيك

رئيس القطاع الزراعي باتحاد المصدرين إياد محمد بين أن الاتحاد عمل كل ما هو مطلوب من جهة التشبيك بين المنتجين، لكن المعضلة الأساسية أمامه تتمثل بموضوع الشحن خاصة في ظل إغلاق المعابر البرية، وبالتالي جاء تجاوب الحكومة مع هذا المطلب من خلال شراء عبارة لتأمين تصدير المنتجات الزراعية المعروفة بسرعة العطب. وفيما إذا كان لدى اتحاد المصدرين القدرة على تسيير رحلات منتظمة وبشكل مستمر لهذه العبارة بين محمد أن إنتاج سورية من الحمضيات يتجاوز المليون طن سنوياً، ونحو 500 ألف طن تفاح، و500 ألف طن بندورة، وهذه الكميات كفيلة بتسيير وتشغيل هذه العبارة، ولكن هذا الأمر يتطلب بالمقابل من اتحاد المصدرين التحرك باتجاه فتح أسواق خارجية.

انتظار الاستبيان

مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي أكد أنه سيكون هناك خطة عمل مشتركة للمعارض الخارجية تتشارك فيها كل من المؤسسة وهيئة دعم تنمية الإنتاج المحلي والصادرات واتحاد المصدرين، لتحديد الدول المستهدفة والبضائع المستهدفة للتصدير وإيجاد أسواق خارجية لها. مشيراً إلى أن المؤسسة بانتظار انتهاء الاستبيان الذي قامت به للزوار والمشاركين كي يتم تحديد مكامن الثغرات والايجابيات، ليصار بالتالي إلى تخطي الثغرات ومتابعة وتعميق الإيجابيات.

رئيس لجنة قطاع الثروة الحيوانية في اتحاد المصدرين نزار سعد الدين أكد موافقة الحكومة على ترميم الثروة الحيوانية بـ 16 ألف رأس من الأبقار وتوزيعها في معظم مناطق القطر، مؤكداً أن هذا الموضوع يرمم النقص الحاصل في هذا المجال ويمهد لتعافي هذا القطاع خلال 6 أشهر.

حسن النابلسي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]