فشل بالورقة والقلم..؟!

يستفزّ موسم المدارس فينا الحديث عن موضوع طالما تناوله الإعلام ولا يزال، لدرجة بات فيها مجرد الإشارة إليه أقرب إلى اجترار الأفكار، نتيجة عدم رجع صدى ما سطّر حوله على أرض الواقع..!.

وخشية من الوقوع في مطبّ “الاجترار”، نجد في تأمين مستلزمات المدارس من القرطاسية ذات المنشأ الصيني –بالعموم- مدخلاً نبرّر به حديثنا عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة عسى أن نضفي عليها قيمة مضافة..!.

ربما لا يختلف معظم المتابعين لهذا الشأن على إمكانية الاستغناء عن استيراد القرطاسية اللازمة للمدارس وغيرها، من خلال توطين صناعتها محلياً عبر سلسلة من هذا النوع من المشروعات موضوع حديثنا، لا بل يمكن تطوير إنتاجها من جهة الجودة والمنافسة لاعتبارات لها علاقة بمهارة السوريين وخاصة من ناحية ما تتطلبه من اكسسوارات وأمبلاجات برع فيها السوريون في كثير من الحرف..!.

ونستميحكم عذراً لاضطرارنا إلى تكرار ما سبق لنا ولغيرنا أن تداوله مراراً، لكن على ما يبدو لا مناص من التطرّق إلى مسألة التمويل التي لم تجد طريقها إلى الحل حتى تاريخه، نتيجة عدم تطبيق ما تم طرحه سواء فكرة مشروع إحداث صندوق خاص لتمويل هذا النوع من المشروعات برأس مال 5 مليارات ليرة سورية، أم فكرة التشبيك مع المصارف لفتح قنوات لضخ التمويل اللازم عبرها، ليبقى الأمر معلقاً حتى إشعار آخر..!.

ونعتقد أن ما تلقته هذه المشروعات من دعم لوجستي “تشريعات – تدريب وتأهيل” وصل إلى حدّ الإشباع، ولم يبقَ –حقيقة- سوى مسألة التمويل التي لا تزال متعثرة لأسباب تتعلق بضمان المخاطر تارة، وبالروتين تارة أخرى، لتصل في النهاية إلى مرحلة أصبحت تستدعي قراراً حكومياً حاسماً وإلا سنبقى نتغنى بها في مقالاتنا الإعلامية، ومحافلنا الاقتصادية..!.

وإذا ما اعتبرنا جدلاً أن نسبة المخاطر في تمويل هذه المشروعات مرتفعة وفقاً لحسابات المصارف المتردّدة تجاه هذا النوع من التمويل، فليكن القرار الحكومي إذاً جريئاً وليندرج ضمن إطار الدعم المالي، مع الإشارة هنا إلى أن قيمة تمويل أي مشروع ستبقى ضئيلة مقارنة مع نظيره الكبير، وبالتالي فإن المخاطرة ستبقى ضمن حدود السيطرة والتحمل في حال وقوعها بالفعل..!، كما أن امتصاص البطالة من هذه المشروعات نقطة في غاية الأهمية، ويفترض أن تشكّل دافعاً قوياً لتفعيل هذا المكون الاقتصادي الكفيل أيضاً بتغذية احتياجات المصانع من بعض مستلزمات الإنتاج..!.

يضاف إلى ذلك أن حالة الانفراج الاقتصادي هذه الأيام عامل مشجّع على إعطاء الزخم المطلوب لمشروعات تصنّف عالمياً على أنها العمود الفقري لأي اقتصاد من جهة، ولتوسيع دائرة الانفراج من جهة ثانية، فكفانا مضيعة للوقت في مرحلة يعتبر فيها الأخير عاملاً أساسياً لنجاح أي إنجاز..!.

حسن النابلسي

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]