بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب قرى ريف اللاذقية الشمالي تستعيد نبض الحياة..

 

تتسارع عجلة إعادة تأهيل القرى المحررة في ريف اللاذقية الشمالي بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب وبراثنه، لتمضي قدماً في مسيرة الحياة والبناء، ولتنعم بالدفء الدافق من حضن الوطن الذي عادت إليه، ليتجدد فيها زخم حميمي مستمد من تراب الوطن الذي تشبثت به مزهوة بغاباتها الخضراء، وبأشجارها الباسقة التي تختصر أيقونة جمال وسحر الطبيعة السورية، وهذه الطبيعة الساحرة الخلابة أبت إلا أن تبقى رمزاً للحياة، وعنواناً للنصر، وسطراً مضيئاً في سجل انتصارات جيشنا الباسل على الإرهاب التكفيري الظلامي الأسود، ولتنتصب هذه القرى كحبات عقد اللؤلؤ شامخة لتغدو حكاية انتصار وإعمار مكتوبة على كل شجرة وحجر فيها، ناهضة من جديد لتقدم للعالم صورة من صور كثيرة عن الحياة النابضة بالخير، والإرادة الفولاذية، والروح الوطنية العامرة بحب وعشق تراب الوطن، وها هي اليوم تغدو ورشات عمل في كل المجالات والاتجاهات بدأب حكومي حثيث ومتواصل لإنجاز مشروعات وبرامج خدمية وتنموية حيوية تعيد إليها كل شرايين وإيقاعات الحياة رغم كل التحديات، لأن السوريين المخلصين لوطنهم والعاشقين لترابهم تزيدهم الشدائد قوة وصلابة وتمسكاً بالحياة.

مشروعات تأهيل وترميم

يوضح مدير الخدمات الفنية في المحافظة، المهندس وائل الجردي أنه بعد زيارة الوفد الحكومي برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة اللاذقية نهاية العام الماضي، تم دعم المحافظة بكتلة نقدية جديدة لإكمال إنجاز المشروعات الحيوية، ولاسيما مشروعات إعادة تأهيل قرى الريف الشمالي في المحافظة التي تضررت جراء الاعتداءات الإرهابية، وعدد هذه القرى 8 قرى، مع إنجاز أعمال التأهيل والترميم  للمنازل، ولثلاث مدارس، ومستوصفين، وشبكات طرق، وصرف صحي، ومبرّات، وبنى تحتية تشمل قرى: أوبين- انباته- الخنزورية- الحمبوشية- بلوطة- صليب بلوطة- أبو مكة – بارودا، والمزارع التي تعرّضت لأضرار جراء الاعتداءات الإرهابية، حيث لحقت أضرار كبيرة بالبنى التحتية لهذه القرى.

تأهيل 459 منزلاً متضرراً

وبيّن الجردي أنه تم التوجيه الحكومي بإعادة تأهيل هذه القرى خدمياً وتنموياً، حيث أبرمت مديرية الخدمات الفنية عقداً مع فرع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بقيمة 1,012 مليار ليرة لمشروعات شاملة لإعادة تأهيل المنازل السكنية المتضررة، والمرافق، والبنى التحتية الخدمية المدمرة، حيث بلغ عدد المنازل التي تعرّضت لأضرار 459 منزلاً في ثماني قرى بنسب تخريب متفاوتة تختلف من منزل لآخر، وبكلفة ترميم تتراوح حسب نسبة الضرر ما بين 2-3 ملايين ليرة، حيث تمت المباشرة بالعمل منذ بداية العام الحالي، فتم الانتهاء من أعمال تأهيل حوالي 400 منزل لغاية تاريخه، مع إعادة ترميم وتأهيل المستوصفات والمدارس بالكامل، إضافة إلى إجراء الصيانات الفنية لشبكات الصرف الصحي.

وتيرة متسارعة

وبيّن المهندس الجردي أن العمل يجري بوتيرة متسارعة لاستكمال ترميم وتأهيل المنازل المتبقية وعددها 59 منزلاً، كما يجري العمل بوتيرة متسارعة لإنهاء أعمال التأهيل بمتابعة مباشرة من وزارة الإدارة المحلية، ومحافظة اللاذقية، حيث هناك توجيهات بتقديم وتلبية كل الاحتياجات الخدمية لهذه القرى، ومعالجة طلبات المواطنين وتلبيتها وفق الإمكانات المتاحة بما يسهم في استقرارهم، ومعاودة مزاولة مختلف أشكال نشاطهم اليومي، ولاسيما زراعة أراضيهم، ومتابعة أعمالهم الزراعية، واستقرار العملية التربوية في المدارس من خلال التعاون الوثيق مع مديرية التربية، والجهات المعنية، والفعاليات المحلية.

مراكز لخدمة المواطن

وأضاف الجردي أنه من ضمن المراكز الجديدة لخدمة المواطن التي يجري حالياً العمل عليها، هناك مركز لخدمة المواطن في منطقة الحفة من أصل ثلاثة مراكز في مناطق: جبلة- القرداحة- الحفة، حيث تم الانتهاء من بناء وتشييد هذه المراكز إنشائياً بكلفة إجمالية قدرها 80 مليون ليرة كبناء على الهيكل، ومن ثم تم إنجاز دراسة أعمال الإكساء لهذه المراكز بكلفة تصل إلى 400 مليون ليرة، حيث تم التعاقد مع شركة الدراسات والاستشارات الفنية بهذا الخصوص، كما تمت مراسلة وزارة الإدارة المحلية والبيئة لتأمين الاعتمادات اللازمة لإنجاز أعمال الإكساء للمراكز وتجهيزها لما لها من أهمية كبيرة في خدمة المواطن، وتقديم أقصى التسهيلات له، ولاسيما اختصار الوقت، وإلغاء الروتين، والتخفيف من التنقل وأعبائه، كون الخدمة تصبح متاحة في المناطق ومراكز المدن، وهناك متابعة حثيثة من الوزارة والمحافظة للإسراع بإنجاز هذه المراكز ووضعها في الخدمة.

صيانة الطرقات

وأشار المهندس الجردي إلى الاهتمام بالشبكة الطرقية وصيانتها من خلال خطة المديرية في مجال مشروعات الطرق التي تقتصر على أعمال الصيانة الفنية بسبب الظروف الراهنة، حيث رصدت مديرية الخدمات الفنية في خطتها هذا العام 290 مليون ليرة للصيانة الطرقية من أصل الموازنة الإجمالية للمديرية البالغة 1,2 مليار ليرة.

التعافي السياحي التدريجي

أما بلدة كسب التي تشكّل مقصداً سياحياً رئيسياً بطبيعتها الخلابة المبهرة، وبإطلالتها الأخاذة، وبنسائمها العليلة الباردة صيفاً، فهي تمضي في استعادة ألقها ورونقها بعد أن نفضت عنها براثن الإرهاب وتخلّصت منها، لتتلاقى فيها وعندها المشروعات والجهود لتمكينها من التعافي السياحي، لأنها مصيف سياحي قل نظيره في العالم، وعن ملامح وعناوين وتجليات هذا التعافي، يقول رئيس بلدة كسب واسكين جاباريان: إن عدة منشآت سياحية مشهورة في بلدة كسب بدأت بالعودة التدريجية لنشاطها وعملها هذا الموسم السياحي بعد توقفها جراء الاعتداءات الإرهابية السافرة الحاقدة التي ألحقت بها الأضرار والخسائر، بالتوازي مع عودة ملموسة للنشاط السياحي على مستوى بلدة كسب وجوارها.

 

تحسن ملحوظ

 

ويؤكد جاباريان أن الحركة السياحية في بلدة كسب التي تعد أحد أجمل المصايف في سورية والمنطقة، تشهد تحسناً ملموساً هذا الموسم بعد أن تضررت منشآتها السياحية خلال الفترة الماضية جراء الاعتداءات الإرهابية السافرة، وأشار إلى أن التواصل مع وزارة السياحة مستمر بشكل مكثف، وبوتيرة متسارعة، ومن خلال متابعة مباشرة من وزير السياحة المهندس بشر اليازجي الذي نلتقيه بين فترة وأخرى لتمكين المنشآت السياحية المتضررة في كسب من معاودة الإقلاع مجدداً، لما لبلدة كسب من أهمية سياحية كبيرة، وأكد جاباريان أن هناك رحلات سياحية من خارج المحافظة تؤم مدينة كسب بين الحين والآخر، وزواراً من خارج القطر، ولو كان العدد ليس كما كان سابقاً، إلا أن المدينة تتجه نحو التعافي السياحي التدريجي، ولاسيما مع إعادة إقلاع عدة منشآت سياحية معروفة في كسب للعمل مجدداً هذا الموسم، في حين أن هناك منشآت متضررة عديدة لم تتمكن من الإقلاع لغاية تاريخه، ولاسيما أن من بينها منشآت معروفة ترتبط بالطابع السياحي لبلدة كسب، وتعد من معالمها السياحية، لكنها لم تقلع بعد بسبب الضرر الكبير الذي لحق بها جراء الإرهاب.

 

تأهيل الشبكة الطرقية

 

وأوضح جاباريان أن وزارة السياحة، ووزارة الإدارة المحلية، ومحافظة اللاذقية وضعت خطة مشروعات هامة لتحسين شبكة الطرق المؤدية إلى كسب بالتعاون والتنسيق مع وزارة النقل، ومن أهمها الطريق الواصل من مفرق البسيط إلى كسب، وهناك خطة من المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية لتنفيذ مشروعات صيانة لهذا المحور الطرقي، إضافة إلى مشروعات تأهيل للشبكة تنفذها مديرية الخدمات الفنية، وذكر جاباريان أن العديد من الفرق الفنية، والجمعيات الأهلية، والكشافة تتوافد إلى كسب لإحياء مهرجانات وفعاليات محلية تسهم في تنشيط الواقع السياحي في كسب، معتبراً هذا التوافد مؤشراً على التعافي التدريجي، والعودة المتتابعة للحياة السياحية إلى بلدة كسب.

 

الغطاء الحراجي

 

استنزفت الحرائق مساحات واسعة من ثروتنا الحراجية بفعل ما تعرضت له من اعتداءات إرهابية آثمة، ألحقت أضراراً بليغة بالغطاء الأخضر والموارد الطبيعية والمقومات البيئية والعائدات الاقتصادية،  كون الغابات مصدراً للمنتجات الخشبية، وإن ما لحق بغاباتنا من حرائق مدمّرة على يد الإرهاب الغادر بالبشر والشجر والحجر، يعدّ كارثة بيئية تتهدد التنوع الحيوي البيولوجي البالغ الأهمية في تشكيل البيئة الخصبة للأحياء التي تكون الغابات مقصدها وملاذها من حيوانات ونباتات وغيرها، إضافة إلى خروج عدة مواقع مطروحة كمناطق للسياحة البيئية، كونها محميات طبيعية غنية بمحتواها ومخزونها الطبيعي، وأدى خروج هذه المواقع من الخدمة البيئية والاقتصادية والسياحية إلى حصول خسائر كبيرة بكل المقاييس وفي كل الاتجاهات، أقلّها تشويه الغطاء الحراجي الأخضر الذي يتفرد بأصناف حراجية نادرة، كما نزفت ثروتنا الحراجية كثيراً من مواردها الطبيعية، وهنا تبدو الحاجة لإعادة ترميم المساحات المتضررة، وتأهيلها للحفاظ على هذه الثروة البيئية والاقتصادية بكل جوانب أهميتها السياحية والصحية والجمالية، حيث تشكّل الغابات روافد بيئية وسياحية واقتصادية.

 

ترميم المواقع

 

وبحسب ما أكده رئيس دائرة الحراج والغابات في مديرية زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا أن إعادة تأهيل المواقع الحراجية المحروقة بنار الإرهاب وترميم الأضرار الحراجية، تشكل إحدى الأولويات المطروحة في الخطط الحراجية، موضحاً أن الكشف الميداني الذي قامت به  دائرة الحراج من خلال كوادرها وفرق عملها ولجانها في غابات ريف اللاذقية الشمالي ومعاينة المواقع الحراجية المحروقة جراء الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها غابات المناطق المحررة في الريف الشمالي للمحافظة قد أفضت إلى تقديرات جديدة تكشف تفاوتاً في الأضرار الحاصلة في المجموع الشجري، ما يؤدي إلى انحسار الضرر المباشر الذي لحق في المجموع الشجري، وعدم موت الأشجار في مساحات لابأس بها من أصل المساحة الحراجية الإجمالية المتضررة المحروقة،  مبيّناً دوبا  أن المديرية قدّرت مساحة الغطاء الحراجي المحروق بنار الإرهاب في العام 2012 بحوالي 10 آلاف هكتار، حيث كان متعذّراً حينها دخول الكوادر والفرق الحراجية إلى هذه المناطق، ولكن بعد تحريرها قامت الكوادر الحراجية بالدخول والكشف الميداني على المساحات المتضررة، فتبيّن لنا أن هناك مساحات تقتصر الأضرار التي طالتها على المنطقة العشبية دون احتراق المجموع الشجري والعمق الحراجي، وهذا سينعكس على تناقص وانخفاض في حجم الأضرار والمساحات.

 

مشروع لتأهيل 5 آلاف هكتار

 

وأكد دوبا أن مديرية زراعة المحافظة، أعدت دراسة فنيّة تفصيلية حول مشروع إعادة ترميم وتأهيل المناطق الحراجية المتضررة بنار الإرهاب، ومنها مشروع تأهيل كمرحلة أولى لمساحة 5 آلاف هكتار، وقد تمّ رفع دراسة المشروع  إلى وزارة الزراعة لأن أعمال الترميم تتطلب عملية استصلاح وإعادة زراعة، وبنى تحتية، وإدخال أصناف حراجية جديدة ونباتات طبية وعطرية وزيتية ورحيقية بما يجعلها تعود بمصدر دخل لسكان المجتمع المحلي،  ولفت دوبا إلى أن الخطة الإنتاجية تستهدف زراعة غراس حراجية ثمرية إنتاجية في مواقع الغابات المتضررة بالحرائق لتكون بديلة عن الأصناف الحراجية البرية التقليدية، وتشمل الخطة الانتقال المدروس والتدريجي نحو الأصناف الإنتاجية ذات الجدوى والقيمة في المواقع الحراجية المحروقة كاعتماد صنف الصنوبر الثمري بدلاً من الصنوبر البروتي الذي كان رائجاً وواسع الانتشار سابقاً، وقد جاءت الخطة الإنتاجية للتوسع بالأصناف الثمرية، ومنها الصنوبر الثمري كتوجّه نحو زراعة الأصناف عريضات الأوراق المقاومة للحرارة والحرائق، وفي الوقت نفسه ذات القيمة الاقتصادية والإنتاجية نظراً لقيمة ثمارها الغذائية وأوراقها الرحيقية وفوائدها الطبية والغذائية والعطرية، وفي الإنتاج العلفي للثروة الحيوانية، ومن الأصناف التي يتم التوسع بزراعتها الغار والروبينيا والسمّاق والخرنوب، حيث تم رفع الخطة الإنتاجية للصنوبر الثمري إلى 300 ألف غرسة، والغار إلى 50 ألف غرسة، وكذلك لبقية الأصناف التي تضاعف إنتاجها عدة مرات.

 

محميّة الفرلق الطبيعية

 

وبحسب دوبا فإنّ محميّة الفرلق البيئية الحراجية التي تتميّز بأنها من أجمل المناطق الحراجية الطبيعية بشريطها الأخضر وبتنوع أحيائها النباتية والحيوانية وبأعشابها الطبية وزيوتها العطرية وبأزهارها الرحيقية، فإن هذه المحمية الطبيعية والبيئية التي تمتد في عمق غابات الفرلق بدأت تستقطب مجدداً الاهتمام لإعادة إحياء هذه المنطقة الموصوفة بأنها من أجمل مناطق العالم بغطائها النباتي الأخضر الذي يبهر الناظر والزائر بطابعه الساحر الخلاّب، فإنها تعرضت لاعتداءات إرهابية جبانة، سبّبت ضرراً وتخريباً في مكونات هذه المحمية التي تعود تدريجياً لتصبح بطبيعتها  الخلابة الساحرة مقصداً للزوار والمصطافين والسياح بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب، ولتغدو غابات الفرلق مجدداً لوحة من لوحات الطبيعة السورية النقيّة الرائعة والغنية بتنوعها الحيوي والجمالي والبيئي، ما جعلها من أكثر وأشهر المواقع الطبيعية الخام الجاذبة للسياحة البيئية، ويصنّف موقع غابات محمية الفرلق بأهم مواقع السياحة البيئة وأنموذج لها على المستوى العالمي، ولأجل إعادة إحيائها بيئياً وسياحياً كمتنزه طبيعي، ومقصد سياحي، وموئل للأعشاب الطبية، فهناك مسعى حثيث لإعادة إحياء هذه المحمية الطبيعية التي تضررت من الاعتداءات الإرهابية، ولاسيما أن مشروع المحمية يحقق الوظيفة السياحية والإنتاجية والبيئية لما تتميز به غابات الفرلق من تنوع حيوي وغنى طبيعي وجمال سياحي، ما يجعلها مقصداً رئيسياً للسياحة البيئية، وهناك نافذة لتسويق المنتجات الريفية الطبيعية للمحمية يتم من خلالها تسويق المنتجات الريفية المستخلصة من المحمية كالأغذية والنباتات الطبية والعطرية والعسل والبذور والصابون.

 

برنامج تشاركي

 

ولفت دوبا إلى أنه بالتوازي مع هذه الخطة التأهيلية، فإنّ هناك  برنامجاً تشاركياً للتوسع بمواقع السياحة البيئية في عدة مناطق حراجية بهدف تأهيل تلك المناطق كمقاصد للسياحة البيئية، ومراكز للتنمية الريفية، وتشجيع الصناعات البيئية، والمنتجات الريفية، والصناعات اليدوية المحلية، والصناعات البيئية النظيفة كالنباتات الطبية والزيوت العطرية بما يعيد إحياء  مقاصد السياحة البيئية في غابات الفرلق التي تتفرد بتنوع حيوي وغنى طبيعي وجمال سياحي أخّاذ غاية في الروعة والجمال.

 

ويختم دوبا بأن الغابات تمتد على مساحات واسعة من محافظة اللاذقية وتغطي أكثر من ثلث مساحتها، حيث تبلغ المساحة الإجمالية لمحافظة اللاذقية/229689/هكتاراً، ويشكل الغطاء النباتي بشقيه الحراجي والزراعي (غابات وأشجار مثمرة ومحاصيل حقلية ) حوالي 65٪ من تلك المساحة، وتمثل الغابات نسبة 37٪، أي ما يعادل مساحة قدرها /85/ ألف هكتار، مشكّلة بذلك نسبة 30٪ من مساحة الغابات الطبيعية في سورية، وتعتبر الغابات من أهم الموارد الطبيعية التي يتوجب الحفاظ عليها وحمايتها نظراً لدورها الكبير من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

 

في مرحلته النهائية

 

وحول الأعمال المنجزة في مشروعات إعادة تأهيل وإعمار القرى المحررة من الإرهاب أوضح مدير فرع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية في اللاذقية /الجهة المنفذّة لمشروع إعادة إعمار القرى المحررة من الإرهاب/ المهندس مهنّد محمد أن الفرع انتهى من إعادة إعمار جميع المباني والمؤسسات الحكومية في هذه القرى، وأن أعمال إعادة ترميم وتأهيل المنازل المتضررة من  الاعتداءات الإرهابية شارفت على الانتهاء وبنسبة تنفيذ تتجاوز 90 بالمئة، مبيّناً أن جزءاً من المنازل المتبقية جرى هدمه بالكامل لإعادة بنائه من جديد نتيجة الأضرار الكبيرة التي ألحقت بها، مشيراً إلى أنه سيتم الانتهاء من جميع الأعمال التي ينفذها الفرع نهاية الشهر الجاري بما فيها الطرقات، وشبكات الصرف الصحي، والبنى التحتية الخدمية،  وقال محمد: إن أعمال إعادة التأهيل والإعمار التي تنفذها مؤسسة الإنشاءات العسكرية لإعادة الإعمار في قرى الريف الشمالي، وصلت الى مرحلة التشطيبات النهائية للمنازل والمنشآت الحكومية بالكامل  من مدارس ومستوصفات، ومشروع صرف صحي، وأنه بقي لدينا موضوع الطرقات الذي سيتم الانتهاء منها  خلال شهر،  أما المنازل المتبقية،  فهي الأكثر تضرراً  والتي تمّ هدمها  وإعادة بنائها من جديد،  كونها تعرضت لتدمير كامل نتيجة القذائف والتفجيرات،  مشيراً الى أن 90 % من الأعمال انتهت  بكلفة تصل إلى 1,2 مليار ليرة، ويضاف إليها  ربع الأعمال،  وهناك وتيرة متسارعة لإنجاز كامل الأعمال والخدمات بوقت قريب وقصير.

 

مروان حويجة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]