هل بدأت “حرب المخدرات” في سورية.. الصمت لم يعد خياراً حكيماً..

دمشق- الخبير السوري

شعور عالٍ بالخطورة ينتابنا ونحن نتابع تدفق الأخبار المتوالية التي “تبشرنا” بإلقاء القبض على مروجي مخدرات في مختلف المحافظات والمدن السوريّة.

فرغم أن الفرضية أن مثل هذه الأخبار من شأنها أن تدعونا للاسترخاء، لجهة يقظة الجهات المعنية بالمتابعة والمكافحة لانتشار المخدّرات في الأوساط الشعبيّة – وهذا يستحق الثناء – إلّا أن مخاوف مشروعة بدأت تتسرب إلينا مما خفي بشأن وقائع وجود هذه الآفة في “ديارنا” ، نحن الذين مازلنا نعتقد أننا مجرّد بلد عبور، وليس مضمار استهلاك لهذه المواد التي تديرها مافيات عالمية، يبدو أنها وجدت في فترة الأزمة والحرب الإرهابية على سورية فرصة سانحة وأبواباً مشرعة للتسلل نحو الداخل السوري، وتحويله إلى سوق استهلاك شره، وتوريط مزيداً من الشباب في دوامة التعاطي، ويبدو أن المتورطين لم يعودوا قلّة..!!

المسألة أخطر مما تبدو في الأخبار التي ترسل إلى وسائل الإعلام للنشر، ففي كواليس هذه السوق على ما يبدو ما هو أخطر من ذلك بكثير، وقد تحتاج المسألة إلى استنفاراً حكومياً، للمكافحة والمعالجة والتوعية، وربما يكون من المفيد الإعلان عن مكافآت مجزية – إلى حد ما – لمن يقدم إخبارية أو تبليغاً عن متعاطٍ، لا سيما في المدارس والأحياء الشعبية التي يجري استهدافها بشكل مباشر، ولا نملك نحن ومن يتحدث عن الظاهرة إلا الظنون والبوح بمخاوف وهواجس.

الواقع أن الصمت ومواراة هذه المشكلة لم يعد خياراً حكيماً، خصوصاً وأنه من بدهيات نتائج الحروب – كالحرب  الاستثنائية التي شنت على سورية – انتشار المخدرات والآفات الاجتماعية المختلفة، والتي علينا ألا نخجل من الإفصاح عنها بل لنعلنها صراحة ونعترف بها لنبدأ بعلاجها واستدراكها، فالصمت لم يعد شطارة نلوذ بها ليصفق لنا العالم على “خلو بلدنا من المخدرات”، فقد يكون علينا تأجيل ترداد هذه العبارة لفترة من الزمن حتى نطهر أنفسنا من ملوثات الحرب، ونذكر أن المخدرات كانت السلاح الفعال الذي استخدمه الإرهابيون لسلب الشباب وعيهم وسوقهم إلى الانتحار، أو السفر في رحلة أبدية طلباً لـ”حوريات افتراضيات” منتظرات خلف ستار يُزاح بكبسة زر لتفجير سيارة مفخخة أو خطاف حزام ناسف، وكلنا بات يحفظ عن ظهر قلب “الكبتاغون” لكثرة تداول الاسم في وسائل الإعلام، وتقارير الجهات المختصة بالمكافحة.

أحدث الأخبار اليوم: أعلنت وزارة الداخلية أن فرع مكافحة المخدرات بدمشق ألقى القبض على اثنين من مروجي المخدرات وضبط بحوزتهما 1 كيلوغرام من مادة الحشيش ومئة غرام من مادة الهيروئين المخدر.

وكانت إدارة مكافحة المخدرات ألقت أمس القبض في محافظة حمص على اثنين من مروجي المخدرات وضبطت بحوزتهما 115 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر.

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]