استهداف “إرهابي” لطرطوس بالمخدرات والدعارة الوافدة بين جموع منتحلي صفة “مهجّر”

 

طرطوس – خاص – الخبير السوري

إن كانت جمارك طرطوس قد أفلحت في ضبط مليوني حبّة مخدّر في أحد بيوت “المهاجرين” – وليس المُهجّرين – الحماصنة في طرطوس، واستحقّت ما استحقّته من تصفيق وثناءات، فإن تساؤلات ملحّة من شأنها أن تقطع ضجيج مثل هذا التصفيق للتفكير بهدوء عن إجابات صعبة قد تكون محرجة لمن هم معنيين بتقديم التوضيحات..؟

أول هذه التساؤلات – طبعاً بعد الاستفسار عمن سهّل وصول الكمية إلى حيث هي – من هم المستهدفون كزبائن لـ “استهلاك” كميات الحبوب المخدّرة..؟؟ وهل هي الكمية الأولى من نوعها التي توزّع في طرطوس..؟ ثم أليس من استهداف مدروس للمجتمع الطرطوسي المعروف تقليدياً بأدبياته الرصينة، والتشدد في أدوات التنشئة التربوية لدى الأسر والمدارس، ولا ندعي أنه استهداف من الرجل الحمصي “ابن الخالدية” الذي تم ضبط الكميّات في منزله، فعلى الأرجح هو ينفذ برامج بالتأكيد ليس الوحيد في سلسلة  أدوات من يموّل ويرسم ويخطط، وقد لمس أبناء طرطوس جنوحاً حقيقياً غير معهود في توجهات وسلوكيات الشباب هنا، تماهياً مع سلوكيات وثقافات بعض الوافدين، الذين يجزم أي متابع أنهم ليسوا جميعاً مُهجّرين، بل بعضهم مدسوسين، ولم يعد سراً أن أسر المسلّحين شكلوا نسبة غير قليلة من قوام جموع المهجرين من المناطق الساخنة بفعل الإرهاب.

في جموع المهجرين من جاؤوا إلى طرطوس لتكوين خلايا إرهابية نائمة تستيقظ عند الطلب، وقد استيقظ بعضها مراراً لكنه وقع في قبضة الأجهزة الأمنية المتأهبة دوماً،

وبينهم مروجي مخدرات لأهداف أبعد من مجرد تجارة ومال، ويعرف الكثيرون هنا أن هذا ليس ادعاءً واهياً، أو زعم كيدي لأسباب تافهة أكثر من تفاهة من يلوذ بها لدحض موضوعية الطرح، فنحن نتحدّث عن قضايا ضاربة في عمق الحقيقة التي يجب ألّا نتفادى الاعتراف بها تحت عناوين من قبيل مداراة الفضيحة المدوية؟

وبين “المهاجرات” من جئن لترويج الدعارة وإفساد سلوكيات الأطفال والمراهقين، ولم يعد سراً أن شريحة المراهقين كانت هدفاً مباشراً لأولئك النسوة القادمات من مناطق توطين الإرهاب، ولعل في ذلك شكلاً من أشكال “جهاد النكاح” … الجهاد العابر لحدود نشأت داخل سورية على اعتبارات الإنتماء والوطنية…

لا ندري إن كان ثمة خطة تنبئ بحالة تيقظ رسمية وحتى أهلية لحجم الخطر الذي يحيق بالمجتمع، جراء الاستهداف الثقافي والسلوكي للمجتمع السوري “المنضبط” وليس فقط هنا في طرطوس، إلا أن لطرطوس النصيب الأوفر من الاستهداف لأنها كانت مقصد لجوء وكانت أكثر المدن السورية هدوءاً طيلة الأزمة، كما استهداف أهلها بوسائل غير مباشرة كان ردة الفعل الواضحة على أنها المحافظة الأكثر حظوظاً بأعداد الشهداء الذين قضوا في مواجهة الإرهاب الذي اجتاح سورية.

بقي أن نذكر بالخبر الذي أحدث ضجيجاً غير عاديي، ويقول الخبر: تمكّنت عناصر الضابطة الجمركية التابعة لمديرية جمارك طرطوس إثر عمليات رصد ومتابعة وتحرٍّ، من مداهمة أحد المنازل في منطقة دوير الشيخ سعد حيث عثرت على قرابة 200 مشربية زينة خشبية لمواطن من حمص -الخالدية- تحوي بداخلها ما يقارب مليوني حبة مخدّر قدّرت قيمتها مع غراماتها الجمركية بخمسة مليارات ليرة، وقام الرفيقان مهنا مهنا أمين فرع طرطوس للحزب والمحافظ صفوان أبو سعدى بزيارة إلى مديرية جمارك طرطوس أثنيا خلالها على جهود عناصر الضابطة الجمركية ويقظتهم التي أسفرت عن ضبط الشحنة ومصادرتها، بينما يتم استكمال إجراءات التحقيق لمعرفة مصدر الشحنة ووجهتها وكيفية وصولها.

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]