خديعة كبرى وتلاعب بالألفاظ..تداولات بقيمة طقم رجالي قفزت بالبورصة السورية إلى “المرتبة الأولى” عربياً..؟!!!

خاص- الخبير السوري

يستمر القائمون على بورصة دمشق بالتسويق الكلامي والتهويل لمنتج مرتكس مترهل، حتى لوكان الترهل ليس تهمة في وقت تستحق البورصة السورية الثناء لأنها استطاعت الاستمرار في هذه الأزمة الصعبة، ونذكر أن الحسابات النسبية قفزت بتصريحات القائمين على “بورصتنا” يوماً لتصنيف بورصة دمشق بـ”الأولى عربياً”..!!                                    رغم أن التداولات اليومية في تلك الفترة لم تكن تتعدى ثمن طقم رجالي فاخر من النوع المفترض أنه الملبوس التقليدي لرجل أعمال من الزبائن التقليديين في الأحوال العادية للبورصة، وربما تذكر إدارة السوق أن التداولات كانت في بعض الأيام بمئات الآلاف وليس بملايين الليرات السورية، أي لا نتجنّى على إدارة السوق التي تقول أنها بذلت جهود مشكورة وعلينا نحن فعلاً أن نقدرها، خصوصاً وأن الرجل الذي قاد البورصة في تلك الفترة قد بات وزيراً للمال في المقصورة التنفيذية الرئيسية في سورية.

مؤخراً سمعنا عن ارتفاع  تداولات السوق  في ختام شهر أيار، ولهذه العبارة وزنها عادة في البورصات العالمية، لكن المفاجأة كانت بأن رقم التداول المرتفع من حيث القيمة وفق وجهة نظر إدارة السوق الحالية اقتصرت على 253 مليون ليرة بحجم تداول 634 ألف سهم موزعة على 950 صفقة، وكم كان مهماً ألا تتحدث الإدارة عن أرقام لأن الصدمة كبيرة لكل متصفح عربي أو أجنبي للخبر “البشرى” الذي زفه إلى العالم من أدلى بالتصريح.

هذه المعطيات لم تمنع  المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية الدكتور عبد الرزاق القاسم من التأكيد أن  السوق يشهد ارتفاعاً بأحجام وقيم التداول مع إقبال كبير للمستثمرين على السوق والدليل على ذلك هو عدد الحسابات الجديدة للمستثمرين والذي يعد مؤشراً، كما أن ارتفاع قيم وأحجام التداول يأتي ضمن سياق اتساع رقعة المنخرطين بالاستثمار في السوق، لكن المتحدث لم ينتبه إلى مابين يديه من رقم هزيل لعدد المستثمرين الذي يتحدث عنه.

ويستذكر الرجل بـ”شجاعة” ارتفاع قيمة التداولات وأحجامها في بداية العام الحالي لتصل إلى مستويات قياسية “أدت إلى تصنيف سوق دمشق في المستوى الأول على مستوى البورصات العربية” حيث ارتفع المؤشر إلى 3000 نقطة وهي قيمة لم يصل إليها السوق منذ تأسيسه نتيجة الاستقرار النسبي لسعر الصرف، لكن كم هي الترجمة النقدية لهذا الارتفاع فهذا ليس مهماً برأي “الشباب” الذين أضاعوا صوابنا بهدير تصفيقهم لأنفسه على ما صنعوه من إنجازات وتفوق ” لافت” على المستوى العربي..!!

نسأل إدارة السوق الآن عن شكل الترويج الذي بادرت إلية كي يزداد عدد المستثمرين بالشكل الذي يستحق السماح للنفس بالحديث عن ذلك؟؟

ونسألها أيضاً كم هو عدد الطلاب في كليات الاقتصاد في الجامعات السورية، أو حتى على مستوى نخب الموظفين في الدولة، أو مجمل المواطنين السوريين، يعرفون شيئاً عن آلية التداول في البورصة، وكيف يمكن لراغب بشراء أسهم في شركة ما بحفنة مدخرات أن يشتري، ومن يراجع..وماذا تعني شركة وساطة مالية، أو أي معلومة عن البورصة بعد عشر سنوات على التطبيل والتذمير لإطلاقها؟؟

ثم ماذا فعلت إدارة السوق للترويج للاستثمار في الأسهم والارتقاء بثقافة الأسهم، ليس اللآن بل من زمن الدكتور مأمون حمدان وزير المالية الحالي الذي كان مديراً للسوق وبات الآن وزيراً للمالية في المقصورة التنفيذية الرئيسة في البلاد.؟؟

الآن نتوجه بحديثنا على من هم أعلى مرتبة من المدير الحالي والمدير السابق – الوزير الحالي – لنلفت عنايتهم إلى أن بين أيديهم أداة من ذهب لاحتواء مدخرات السوريين وتحويلها عن سبيل المضاربة في سوق العملات، وبالتالي الإساءة لاقتصاد البلاد.

ومن الحكمة أن تدفع إدارة البورصة للخروج عن مجرد كونها مذيعة تقارير التداول بعد الجلسات البائسة، وتدخل المضمار التوعوي بحسنات الاستثمار، ومخاطبة الباحثين عن مطرح آمن لاستثمار مدخراتهم الصغيرة، وترغيبهم بأن القيمة الاسمية لأسهم الشركات المدرجة في أدنى مستوياتها ولا يمكن أن تنحدر أكثر من ذلك لأنها لامست القيمة الاسمية المجزأة.

في بورصتنا أيها السادة الكثير مما يستحق أكثر من مجرد تسويق الذات والافتخار بإنجازات غير موجودة، فالبورصة وعاء استثمار ادخاري آمن للمواطن ولليرة وللاقتصاد الوطني كما نحب أن نسميه تغزلاً و تدليلاً أجوفاً..

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]