499 طبيب تخدير في سورية .. والأصوات ترتفع لإنقاذ الاختصاص

دمشق – الخبير السوري

لم تدخر رئاسة مجلس الوزراء جهداً في الموافقة مباشرة  على  دعم و تحسين وضع أطباء التخدير والإنعاش من خلال زيادة منح طبيعة العمل للأطباء والفنيين وطلبة الدراسات العليا وأجور المناوبات ورفع قيمة مكافأة التخدير للأطباء الاختصاصيين، و رفع أجور المناوبات في المشافي، إلا أن المشكلة التي مازالت قائمة بحسب أهل الاختصاص الذين أكدوا  أنه رغم وجود التوصيات السابقة بمنح الأجور والمستحقات لطبيب التخدير في المشافي والمراكز الخاصة، إلا أنه لا يوجد التزام بذلك ما سبب إجحاف طلبة الطب من الدخول في هذا الاختصاص الهام، لاسيما أن إشراف طبيب التخدير في كل عملية  يعتبر أساسيا لتقتصر حالياً على الفنيين فقط في أغلب المشافي الخاصة.

وعلى الرغم من التوصيات والقرارات النقابية التي تؤكد على منح طبيب التخدير أجوره،  إلا أنه لا يوجد تطبيق لهذه التوصيات  بحسب أمين سر نقابة الأطباء الدكتور آصف الشاهر الذي أكد أنه لا يوجد التزام بتطبيق القرارات والتوصيات السابقة لجهة منح طبيب التخدير أتعابه  لقاء عمله في المشافي الخاصة المتمثلة بـ 30 % من أجور العمليات و1500 ليرة للاستشارة الذي أدى إلى النقص الكبير في أطباء التخدير،  فلم يعد يوجد أطباء تخدير تغطي حاجة المشافي العامة  والخاصة، لاسيما  أن طبيب التخدير يلازم العملية الجراحية  حتى تنتهي إضافة إلى الرقابة على صحة المريض حتى يصحو  وفي حال حصل خطأ يتعرض للمحاكمة  وكل هذه المسؤولية يتقاضى عليها أجور متدنية جداً.

وبين الشاهر أن الوضع المادي المجحف سبب إحجام الخريجين من الكليات الطبية عن الدخول في هذا الاختصاص وهنا يجب  دق ناقوس الخطر، فلا يمكن إجراء عمليات جراحية من دون أطباء تخدير ، علماً أنه قدمت سابقاً شكاوى كثيرة في هذا الخصوص، مع أن العدد  الكلي يبلغ 499 طبيب فقط منهم 210 أطباء في محافظة دمشق أما الباقي منتشرين في بعض المحافظات والأخرى خالية من أطباء التخدير حيث يوجد فنيين عوضاً عنهم  ولا يعرف عددهم بالضبط، في ظل أن البعض غادر البلاد لعدم السماح لهم بافتتاح العيادات الخاصة .

وشدد الشاهر على ضرورة تطبيق قرار منح الأجور لأطباء التخدير والإنعاش  في  المشافي الخاصة وليس من طبيب العمليات من أجل الحفاظ على بقائهم داخل البلاد وفي حال بقي الأمر على هذه الحال سيقوم الأطباء بالهجرة خارج البلاد، علماً أن دولة اليمن أعلنت عن حاجتها للتعاقد مع أطباء تخدير براتب  25 ألف دولار شهرياً مع تأمين السكن لهم، مشيراً إلى ما حصل في مؤتمر فرع  دمشق لنقابة الأطباء مؤخراً حين ارتفعت الأصوات المنادية بالحفاظ على بقاء أطباء التخدير في البلاد .

وعلى مستوى جامعة دمشق أوضح الدكتور يوسف بركات نائب عميد كلية الطب البشري للشؤون العلمية في جامعة دمشق   أن عدد طلبة الدراسات العليا  الذين دخلوا في هذا الاختصاص خلال عام 2015 / 2016 بلغ 36 طالب وطالبة في حين بلغ العدد المتبقي حالياً  19 طالب وطالبة فقط، وبالتالي عدد المنفكين من اختصاص طب التخدير والإنعاش  17 طالب .

يشار إلى أن اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء  وافقت مؤخراً على مقترح وزارة الصحة بخصوص تحسين أوضاع أطباء التخدير والإنعاش من خلال زيادة منح الأطباء الاختصاصيين وأطباء الدراسات العليا المقيمين في الاختصاص والفنيين تعويض طبيعة العمل وأجور المناوبات ورفع قيمة مكافأة التخدير للأطباء الاختصاصيين، إضافة إلى رفع أجور المناوبات في المشافي .

فداء شاهين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]