خبز النخالة السوري وتنازع رغبات الذائقة وإملاءات الصحة

 

 

الخبير السوري:

لم أكن أعلم قبل أن أبدأ بإعداد هذه المادة الصحفية أن مادة غذائية هامة ترقى لمستوى الدواء وتهم أكثر من 20 بالمائة “على الأقل” من المواطنين السوريين تعامل بمثل هذه الحيادية، إن لم نقل الإهمال، وهو ما لم نجد له تفسيراً سوى أن المؤتمنين على غذائنا ينامون في العسل وغيرهم يلسعهم النحل.

إنه خبز النخالة أو الردة كما يسمى أحياناً، والذي يتناوله عدد كبير من المواطنين أولهم المرضى المصابون بمرض السكري مروراً بالمصابين بأمراض هضمية عديدة وصولاً إلى الباحثين عن الصحة والرشاقة .

الاختلاف الواضح في مواصفاته وسعره بين الأفران المنتجة له والمنتشرة أقله في دمشق، وكذلك إمكانية استبدال خبز النخالة بالنسبة للمرضى بالخبز التمويني المدعوم المنتج حالياً بعد رفع نسبة النخالة فيه 15 – 20 بالمائة كانت السبب الأساس في إجراء هذا التحقيق لنكتشف ما لم يكن في الحسبان. دواء قبل أن يكون غذاء

المفاجأة الأولى كانت بأن لا أحد من المستهلكين يعرف المواصفة الأساسية لخبز النخالة وهي نسبة النخالة في هذا النوع من الخبز .

تقول السيدة ربا : اكتشفت حديثاً أنني مصابة بمرض السكري واضطرت لتناول خبز النخالة بشكل يومي ليس حباً فيه أو للرشاقة بل لأن الطبيب وصفه لي. لكنني تفاجأت بأسعاره العالية ما شكل مصروفاً إضافياً لي لم يكن بالحسبان، لاسيما في هذه الظروف الصعبة . نافية معرفتها بنسبة النخالة فيه. بينما يقول السيد أسامة التيناوي وهو يقف أمام المخبز: أقطع مسافة طويلة وأستخدم المواصلات للحصول على هذا النوع من الخبز لأنه يريح أمعائي وصحتي فأنا أعاني من الضغط منذ فترة طويلة .

العديد أيضاً ممن التقيناهم أمام الأفران قالوا إنهم لا يعرفون تماماً نسبة النخالة في هذا الخبز، ولكن أكدوا أنه يريحهم عندما يتناولونه وطالبوا بدعمه مثل الخبز التمويني لأنه يخص شريحة كبيرة من المرضى ويشكل مصروفاً إضافياً يثقل كاهلهم، لاسيما وأن دعمه من وجهة نظرهم لن يشكل عبئاً كبيراً على الحكومة، وهو الذي يعتمد بجزء منه على النخالة الرخيصة .

 

على أرض الواقع

أن يكون سعر الخبز السياحي “ناصع البياض” مرتفعاً بشكل كبير عن سعر الخبز التمويني فهذا أمر عادي ومقبول لأن هذا الخبز لم يعتد الناس على تناوله، ولكن أن يكون خبز الردة الذي يعتمد بشكل كبير على النخالة التي كانت تباع للأعلاف بثمن بخس فهنا المفارقة.

في الأسواق قمنا بشراء خبز نخالة من بعض الأفران المنتجة له، وكذلك من بعض المحلات فكانت هذه المعلومات . اختلاف واضح في السعر وفي الشكل والنوعية أيضاً. أحد الأفران يبيع ربطة الخبز بوزن 600 غرام بمئة ليرة، بينما فرن آخر يبيع الربطة بوزن 500 غرام ب 75 ليرة، أما سعر ربطة خبز نخالة من أحد المحلات التجارية في المزة بوزن 170 غراماً فقط / خمسة أرغفة صغيرة / بلغ 30 ليرة سورية. أي أن سعر الكيلو يتراوح وسطيا بين 150 – 180 ليرة سورية. هذا من حيث السعر مع العلم أن ربطة الخبز التمويني الذي تدعمه الحكومة وبوزن 1500 غرام لايتجاوز سعرها 35 ليرة، وهنا نجد الفارق الشاسع . أما من حيث المواصفة فهذا الأمر يحتاج لمخبر لتحديد نسبة النخالة في هذا الخبز بالدرجة الأولى لأن أصحاب الأفران أيضاً لا يعرفون المواصفة الخاصة بخبز النخالة وتحدثوا عن نسب متباينة يقومون بخلطها أكدتها المشاهدة العينية .

 

المواصفة موجودة لكنها غائبة

وفق هيئة المواصفات والمقاييس العربية السورية التي وضعت مواصفة الخبز بجميع أنواعه حملت الرقم 1074 : 1992 في العام 2014

يقول مدير المديرية الغذائية في الهيئة نضال عدره : إن خبز النخالة هو الناتج المحضر من خليط القمح والردة وهي / طبقة ناعمة من النخالة / بنسبة لا تقل بالنسبة للأخيرة عن 50 بالمائة من خلطة الدقيق الداخلة في صناعة هذا النوع من الخبز إضافة إلى الماء والملح والخميرة ، على أن يتم عجنها وتخميرها جيداً وخبزها بظروف خبز ملائمة . متابعاً: قد يضاف واحد أو أكثر من المواد المثبطة للفطر والمواد المقررة الأخرى. لكنه أكد أن هناك اشتراطات يجب أن تتوافر في الخبز عموماً وبكل أنواعه ، وهي أن تكون المواد الأولية المحضر منها / دقيق القمح – ملح الطعام – ماء الشرب- الخميرة / مطابقة للمواصفات السورية الخاصة بكل منها.

 

بين الرضى والتذمر

قد نبرر جهل المواطن العادي ومعرفته بمواصفات خبز النخالة . لكن أن يكون أصحاب الأفران المنتجين لهذا النوع من الخبز يجهلونها وكذلك الوزارة المسؤولة عن تطبيقها فهذه مشكلة لابد من وضع إشارة استفهام حولها ؟.

في مخبز المزة المرخص للخبز السياحي والذي بدأ منذ فترة بإنتاج خبز النخالة نظراً للإقبال عليه. يقدم صاحب الفرن الذي ينتج نحو نصف طن يومياً مبرراته لارتفاع سعر الخبز بعدم توفر النخالة في الأسواق بعد أن رفعت الحكومة نسبة استخراج الطحين من القمح إلى 95 بالمائة وبالتالي لم تعد النخالة متوفرة من الشركة العامة للمطاحن، حيث كان يشتري كيلو النخالة بـ 10 – 20 ليرة للكيلو. أما الآن فهو يشتري النخالة من مطحنة خاصة في حمص وسعر الكيس بوزن 20 كيلو بألف ليرة، أي الكيلو بـ 50 ليرة ومع أجور النقل المرتفعة حالياً يصل سعر الكيلو إلى نحو 65 ليرة. مضيفاً: كما أننا نشتري ليتر المازوت من السوق السوداء بسعر 175 ليرة صيفاً ويصل إلى 250 ليرة شتاء هذا إضافة إلى أن سعر كيس الطحين الأبيض وزن 50 كغ ارتفع كذلك وصولاً إلى 7000 ليرة ومع سعر الخميرة وأجور العمال والمخبز ومازوت المولدة للتعويض عن انقطاع الكهرباء فإن النتيجة هو ارتفاع سعر المنتج النهائي. ودفع إلينا بتقرير أكد أنه قدمه لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يتضمن المصاريف كاملة مطالباً بعرضها على اختصاصيين في الوزارة لبيان صحتها وتحديد سعر منصف لهذا المنتج بدل السعر الحالي غير المنطقي. والبالغ 80 ليرة .

وعندما سألناه عن المواصفة المحددة لنسبة النخالة في هذا الخبز ؟ قال لا توجد مواصفة لخبز النخالة ! ولكن هناك عرف بأن النسبة يجب أن تكون 50 بالمائة معترفاً أن الخبز الذي كان ينتجه أثناء تواجدنا في المخبز لا يصل إلى هذه النسبة لأن النخالة “خشنة” وبالتالي يضطرون لزيادة نسبة الطحين كي يتماسك الرغيف. وأسر لنا عن أحد فنون الغش في هذه الصناعة من خلال مزج الطحين بالشوكولا لإعطاء الخبز اللون الغامق بهدف الإيهام بارتفاع نسبة النخالة.

بدوره صاحب مخبز الشعلان الذي ينتج مابين 800 كيلو – 1 طن يومياً أكد أن ارتفاع سعر النخالة بشكل كبير في الآونة الأخيرة ومستلزمات الإنتاج أدى لرفع سعر خبز النخالة وأضاف : كنا كمخبز مرخص نأخذ الطحين والنخالة من المؤسسات الحكومية المعنية وكذلك المازوت بالسعر الرسمي “غير المدعوم” لكن الآن الوضع تغير، مبدياً تعاطفه مع الحكومة التي تتحمل ضغوطات كبيرة ومع ذلك تدعم الخبز والأدوية والكهرباء والماء وغيرها.

 

الصحة تمتنع

14 تشرين الثاني من كل عام هو اليوم العالمي لمرضى السكري الذي حدده الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، ويهدف هذا اليوم إلى تعزيز الوعي الصحي وتقديم أفضل الخدمات الصحية والتثقيفية للمصابين بهذا المرض وللمعرضين مستقبلاً للإصابة به من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن مثالي. إذاً خبز النخالة مطلوب في حالتين. هما النظام الغذائي للمريض والوزن المثالي، ولمعرفة عدد المصابين بمرض السكري في سورية اتجهنا إلى وزارة الصحة التي من المفترض أنها تعمل على رفع مستوى الوعي بهذا المرض وتقدم تقاريرها الطبية بهذا الشأن أسوة بكل دول العالم، وأولها عدد المصابين به وتوزعهم بالنسبة للأعمار والجنس. لكن المفاجأة كانت أن الوزارة تريد أن تجري تحقيقاً معنا عن أسباب سؤالنا عن هذا الأمر، وبماذا نريد توظيفه، وهل نحن صحافة أو غير ذلك، مع ضرورة تقديم طلب رسمي وغير ذلك من الاشتراطات، وكأننا اقترفنا جرماً في الوقت الذي يجب أن تقوم فيه الوزارة بنشر هكذا معلومات طبية، لأنها في صلب عملها أولاً، ولأنها معلومات إحصائية طبية يفترض نشرها بشكل طبيعي كما هو متعارف عليه في كل دول العالم دون طلب أو ترجٍّ لتكون متاحة للجميع بهدف تقدير حجم المرض والإجراءات التي يمكن أن تحد منه ليس على المستوى الرسمي بل على المستوى الفردي أيضاً ! ؟ مما يؤكد أن الوزارة بعيدة كل البعد عن الشفافية التي يفترض أن تتمتع بها وهي المعنية أولاً بصحة المواطنين سواء بالعلاج أو برفع مستوى الوعي الصحي والوقاية .

 

“النت” يجيبنا

بعد أن فشلنا في الحصول على أبسط معلومة صحية من مصدرها الأساس.. اتجهنا إلى الفضاء المفتوح ” النت ” حيث عثرنا على معلومات صادرة من وزارة الصحة لإحدى الصحف المحلية تؤكد أن هناك ارتفاعاً سنوياً واضحاً بعدد المصابين بهذا المرض في سورية، وأن عدد المعتمدين في علاجهم على الوزارة، وصل عام 2012 إلى أكثر من 262 ألف مصاب بمرض السكري في البلاد. منوهة أن هذا العدد من المصابين، هو فقط لمراجعي عيادات السكري والمراكز الوطنية لمرض السكري الذين يتلقون علاجهم من الوزارة، وبالتالي هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي. إذ إن هناك مرضى يتلقون العلاج في القطاع الخاص، ويقدّر مسح أجرته الوزارة منذ سنوات أن نسبة انتشار مرض السكري في سورية 10% من عدد السكان.ووفق إحصائية منشورة على الانترنيت دون تحديد تاريخها فإن سورية تحتل المرتبة الثامنة بين الدول العربية بنسبة انتشار السكري والبالغة 9.10 .

في الواقع وبتقديرنا إن هذه النسبة قد تكون ارتفعت اليوم لتقارب النسبة العليا في بلدان العالم المختلفة ومنها العربية والبالغة نحو 20% لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وانعكاس ذلك على المستوى النفسي والمعيشي الاقتصادي على المواطنين . إذ تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية أن الضغوطات النفسية تؤثر سلباً على صحة الإنسان، وربما كان مرض السكري والقلب أبرزها.

هذا بالنسبة لمرضى السكري فقط فكيف إذا أضفنا الذين يعانون من السمنة والضغط والأمراض الهضمية والعديد من الأمراض الأخرى الذين يحتاجون لتناول هذا النوع من الخبز.

من هنا نكتشف أهمية خبز النخالة سواء على صعيد المواصفة أو السعر فهو كما أسلفنا تحتاجه شريحة كبيرة من المواطنين لأنه يعتبر جزءاً من الدواء الموصوف للمرضى الذين تتكلف الحكومة عشرات الملايين سنوياً لمعالجتهم . إذ تعد سورية الدولة الوحيدة في المنطقة التي تقدم الدواء مجاناً لمرضى السكري، وبالتالي فإن دعم خبز النخالة يعد جزءاً من الدواء وكذلك يعد جزءاً من الوقاية للأصحاء.

 

تباين الأسعار

في محافظة دمشق وعند السيد عدنان الحكيم عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين في المحافظة كانت لنا محطة وبحضور معتز السواح عضو لجنة المحافظة وعضو لجنة اقتصادية الذي قال: يوجد في دمشق بين 30 – 40 مخبزاً لإنتاج خبز النخالة تتواجد في جميع أحياء المدينة وتستجر الطحين من شركة المطاحن، ولكن بالسعر الرسمي غير المدعوم بخلاف الحال مع الخبز التمويني “المدعوم” مشيراً أنه ليس لهذه الأفران مخصصات لأن غالبيتها غير مرخص. مطالباً كمحافظة باعتبار صناعة خبز النخالة صناعة تراثية كالخبز المشروح، منوهاً أن المحافظ وجه بدراسة إمكانية مطالبة وزارة التموين بوضع مخصصات للأفران التي تنتج هذين النوعين من الخبز ليتم تسليمهم الطحين بالسعر المدعوم، وبالتالي يتم مباشرة تخصيص كمية المازوت اللازمة لهذه الأفران ومن هنا يمكن وضع سعر محدد ومقبول لهذا النوع من الخبز من قبل المكتب التنفيذي يتطابق مع حاجة المواطنين لهذه المادة وسعرها.

وأضاف: في هذه الحالة نستطيع معرفة أسعار المواد والمستلزمات الداخلة في الإنتاج. أما حالياً فهذه الأفران تقوم بشراء مادة الدقيق من التجار بالسعر الحر أو السوق السوداء وكذلك النخالة، وكشف السواح أن أغلب أفران خبز النخالة تعمل دون تراخيص لأن من شروط الترخيص الإداري للمخابز هو الحصول على كتاب موافقة من وزارة التموين ليأتي بعد ذلك الترخيص الإداري. وأكد السواح أن الجمعية الحرفية لصناعة الخبز تابعت مع مديرية المهن والرخص في المحافظة هذا الموضوع، وتم جرد المخابز التي دون تراخيص ويتم منحها تراخيص مؤقتة من قبل مديرية الرخص والمهن بالتنسيق مع مديرية التموين، ولكن مع كل ذلك فإن المحافظة تتابع إنتاج هذه الأفران ومراقبتها بشكل مستمر.

 

لا ضبوط مسجلة

كان لافتاً أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لا تعرف المواصفة الجديدة لهذا الخبز، رغم أنها لا تختلف كثيراً عن القديمة، وعندما حاولنا الاستقصاء منها عن دورها في ضبط المواصفة والسعر وإمكانية دعم خبز النخالة والعينات المأخوذة من هذا المنتج ونتائج التحاليل؟ أشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة دمشق عدي شبلي أن خبز النخالة محرر. مشيراً أنه لا يوجد أكثر من 30 فرناً لإنتاج خبز النخالة، وأضاف : لدينا سياستان في المجتمع فإذا كان سعر المنتج غالياً يجب أن لا يقترب منه المواطن ويأخذ حاجته من مكان آخر . أما في الجانب الآخر وهو الرسمي فنحن كرقابة نقوم بتطبيق العقوبات لمن يرفع السعر معترفاًً بتباين الأسعار.

بشكل عام طالب شبلي المستهلكين بتقديم الشكوى عندما يجدون أنفسهم قد وقعوا ضحية الجشع والغش على رقم شكاوى التموين بدمشق 119 الذي اعتبره شبلي مقدساً بالنسبة له.

من جهته رئيس دائرة الأسعار في المديرية أنور عز الدين قال : هناك تسعيرة مركزية للخبز السكري أي من وزارة التجارة الداخلية التي حددت سعر الكيلو بـ 80 ليرة، لكنها قديمة وبعد رفع سعر المازوت من 80 إلى 125 ليرة لم يتم وضع تسعيرة جديدة. وكانت لجنة من حماية المستهلك وجمعية الخبازين تقوم بتجارب لوضع السعر المناسب ولكن بعد ارتفاع الأسعار الجديدة توقفت التجارب ولم يتم وضع تسعيرة، والأمر يحتاج لدراسة سعرية في ضوء الأسعار الجديدة، ليتم بعد ذلك إصدار تسعيرة مركزية له. مشيراً لوجود نحو 30 مخبزاً لإنتاج خبز النخالة في دمشق تنتج نحو 700 طن شهرياً. كاشفاً أن أغلب الضبوط المسجلة حالياً ليست حول المواصفة أو السعر بل حول الطحين التمويني المدعوم الذي يتواجد في هذه الأفران.

 

بشرى سارة

لاقى الخبز التمويني المدعوم الذي بدأت الأفران الحكومية والخاصة تنتجه، والذي ارتفع نسبة استخراج الطحين من القمح إلى 95 % “أي ارتفاع نسبة النخالة فيه ” استياء من قبل المواطنين عموماً بل ورفض من قبل البعض الآخر الذين بدؤوا باستبداله بالخبز السياحي غالي الثمن. دون أن يدروا أن الخبز الجديد الكامل هو الأفضل.

تقول د. ليلاس طعمة أخصائية التغذية :إن الخبز التمويني المدعوم وبعد رفع نسبة استخلاص الطحين من القمح أصبح أفضل تغذوياً من الخبز المنتج سابقاً لارتفاع نسبة الألياف فيه، وبالتالي يمكن الاستعاضة به عن خبز النخالة ” الذي ينتج بمواصفات مختلفة بين فرن وآخر” ولكن بشرط تحديد كمية الحصص منه من قبل الطبيب المعالج. منوهة أن خبز النخالة يمكن أن يقي من سرطان الكولون لكن لا ينصح به لمن لديهم تقرحات في الجهاز الهضمي أو تشنجات الكولون. مؤكدة أن أفران هذا النوع من الخبز تنتج الخبز بنسب مختلفة من النخالة، وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاهتمام، ونوهت د. ليلاس إلى تزايد نسبة المصابين بمرضى السكري في سورية، لاسيما بين الأعمار الصغيرة. وهو ما يجب الانتباه له.

 

فوضى بفوضى

رغم الأهمية الصحية لخبز النخالة إلا أن هذه الصناعة متروكة لضمائر أصحاب الأفران الخاصة الذين لا يتقيدون بالمواصفات المطلوبة، هذا عدا عن حالة التساهل والتسيب الموجودة في عمل مديرية التموين التي لم تزودنا بأي مخالفات للسعر أو المواصفات، ومايزيد الواقع سوءاً غياب المكتب التنفيذي في محافظة دمشق الذي لم يضع تسعيرة جديدة تحدد سعر هذه المادة بعيداً عن العشوائية في التسعير والطرح، وهنا لابد من اقتراح ربما يكون حلاً للمشكلة بأن تقوم الأفران الحكومية بإنتاج هذا النوع من الخبز الذي لا نتوقع أنه يحتاج إلا إلى إرادة حقيقية، حيث يمكن تخفيض استخلاص الطحين من القمح بنسبة معينة لصالح النخالة وهذه تتم إضافتها لكمية من الطحين لتطابق مواصفة خلطة خبز النخالة، ويتم خبزها في الأفران الحكومية لاسيما وأن تجهيزات الأفران لاتختلف بين ماتنتج الخبز العادي وما تنتج خبز النخالة وكذلك آلية العجن والخبز، ونكون هنا قد ضربنا عصفورين بحجر واحد. قللنا نسبة النخالة من الخبز الحالي وأنتجنا خبزاً صحياً للمرضى دون خسارة أي قرش مع التقيد بالمواصفة والسعر المدعوم.

أما وزارة الصحة فتكتفي بالاعتراف بازدياد عدد المصابين بداء السكري وتتكلف عشرات الملايين لعلاجهم. لنخلص في النتيجة إلى أن صناعة رغيف خبز النخالة ذي الأهمية الغذائية العالية أصبحت في زمن الأزمة صناعة كلها فوضى بفوضى.

عن”البعث”

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]